في قضية «وثائق البنتاغون» التي تم تجسيدها في فيلم «ذا بوست» The Post يؤدي الصحافيون دوراً وطنياً بطولياً ويتحملون فيه ضغوطات تهدد مهنتهم ومستقبل مؤسساتهم في حال نشر دراسة لوزارة الدفاع الأميركي «البنتاغون» توثق تورط وتقصير مسؤولين في إخفاء حقائق حول الحرب، وتضليل الرأي العام حول حقيقة ما يجري في فيتنام، وأخطاء في التقدير أدت إلى استمرار الالتزام العسكري الأمريكي فيها.
صورة الصحافي الوطني التي رسمها «ذا بوست»تصدعت لدى انتشار تقرير صحيفة بوليتيكو عن ظاهرة سرقة غريبة متفشية منذ سنوات، تفيد بأن الصحفيين، الـ13 الذين يرافقون عادة الرئيس في زياراته، دأبوا على سرقة مقتنيات طائرة الرئيس الأمريكي وآخرها زيارته إلى الساحل الغربي للبلاد في فبراير الماضي، وقبلهم عشرات الصحفيين، قاموا على مدى سنوات بحشو حقائبهم بهدوء قبل النزول من الطائرة، بكل ما يجدونه من أي شيء تقريباً يحمل شارة طائرة «أي فورس وان».
من زاوية الصحافة، لا يفترض أن يؤتمن صحافي على نقل الكلمة، بينما لا يؤتمن على كوب عصير، أما من زاوية الاتصال المؤسسي، كان يمكن للفريق المعني بالصحافيين في البيت الأبيض أن يعالج هذه «الأزمة» المتكررة، باعتماد توزيع هدايا مغلفة ومختومة وتضم مقتنيات مشابهة للمسروقات تقدم للصحافيين المرافقين للرئيس في كل زيارة، بدلاً من أن يلجأ إلى «نشر الغسيل» على رؤوس الأشهاد بإيميل رسمي من رابطة مراسلي البيت الأبيض» يهدد فيه الصحافيين بأن السرقة لن تمر مرور الكرام هذه المرة!