صار صوتي بندقية!! هكذا يحكي الفلسطيني بينما المحتلون يتلقون الكلام وكأنه بندقية أو قنبلة!! تنطلق «رصاصات» الكلام على رؤوسهم في الأمم المتحدة وحول العالم بعد أن تناثرت جثث الضحايا والشهداء... المحتلون يدافعون عن الرصاصة والدبابة والصاروخ في وجه كلمة من المندوب الفلسطيني أو الجنوب أفريقي أو كل أولئك الذين يكرهون القتل والإبادة الجماعية، ويحبون أن يعيش العالم بسلام ووئام ودون عذابات الصغار.. يرتفع صوت الظلم مقابل الحق..الاستبداد في وجه العدالة.
صار صوتي مدفعية!! هناك... فخخوا مباني للتدمير فانهالت فوق رؤوسهم، تدبيرهم كان في «تدميرهم»، تحولت فخاخهم إلى كمائن لهم، مزقتهم، أحرقتهم. زادتهم خوفا وحذرا ورهبة.. صار عمري مزهرية!! المحتلون والمستعمرون- وليس المستوطنين- يتوازون مع حكومتهم في القتل لكل شيء حتى الأشجار عندما اغتالوا الزيتون والبرتقال والزعتر كما تفعل حكومتهم حين تتصيد رؤوس البشر وقمم الشجر، آخر أخبار المستعمرين أنهم اقتلعوا ثلاثمائة شجرة زيتون، وقبل ذلك داسوا الورد والعهد وحطموا المزهرية!! برتقال يافا يئن، عنب الخليل يتوجع، طفل غزة ينزف، وسيد البيت الأبيض يرقص!!
صار للورد فمُ، وجراحُ وسماء دامعة ورياحُُ تأخذ البحر بعيدا وتثير الأدمع، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي قال: «العدد الصحيح للضحايا المدنيين هو صفر». صفر؟!! ألم تر التدمير والجثث والتجويع ومحاولات التشريد، وعذابات الصغار ومتاهات السنين؟!! ألم تر كيف صنع العسكر الظلام والعطش؟ صار للغيم هم، عندما يصرخ طفل تحت الأنقاض، تصرخ آهاتنا في الصدور، أمطرت في غزة، نام الفلسطينيون في العراء وتحت الماء وسط حزن السحاب بينما المستعمرون ينعمون بكل شيء تأكيد لظلم أمريكا والعالم الغربي، الأذى فلسطيني والبكاء صهيوني، الظلم في كل مكان على أرض فلسطين والنواح إسرائيلي!! صار للقهر مكان.. صار للدمع أوان.. صار للغيب بقية.
نهاية: يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع حزينةٌ عيناكِ يا مدينةَ البتول يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول حزينةٌ حجارةُ الشوارع حزينةٌ مآذنُ الجوامع، نزار قباني.
@karimalfaleh