إن الخوف شعور بشري طبيعي لا يمكن إنكاره أو تجاهله، ومن أسوأ أنواع الخوف هو الخوف من فقد شخص أو شيء بعد التعلق به، حيث إن بإمكان ذلك الخوف أن يخنق الإنسان ويعيق حياته، وإذا حدث ذلك يصبح التخلي ضرورة. ولنا في قصة النبي موسى - عليه السلام - عظة وعبرة حين أوحى الله لأمه أن ترضعه، وإن خافت عليه، فلتلقيه في اليم.. ! هل من الممكن أن ننصح أمّاً خائفة على طفلها الرضيع من الموت المحتمل على يد فرعون إذا اكتشف وجوده أن ترميه في اليم للموت المحقق غرقاً؟
وفي الآية الكريمة: «ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها»، حيث يرشدنا -الله تعالى- لما يجب أن نفعله عند الخوف من قلة الرزق، وهو ليس أن نبخل ونكتنز المال، بل لننفق أكثر، نصائح إلهية غريبة تتجاوز نطاق العقل البشري، قال الإمام علي - عليه السلام -: «إذا هبت أمراً فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه». يتحكم عقل الإنسان في مشاعره جميعها بما فيها الخوف وبمساعدة قليلة من خيال الإنسان الرحب، يعطي للمشاكل والضغوط حجماً أكبر من حجمها الحقيقي. وبإمكان ذلك الخوف السيطرة على الإنسان بالكامل. ولذلك، يوجهنا الله في الآيات السابقة، بعدم الخوف وترك التعلق بأيٍّ من أمور الدنيا والتعلق به وحده فقط ثم التوكل عليه.
@Wasema