قدموا لنا موضوعين إثنين لا ثالث لهما، الأول يتعلق بإسهامات «أرامكو» في خدمة المجتمع، وهو موضوع ثري ويستحق الطرح، فيما ارتكز الموضوع الثاني والذي كان مفاجئاً بالنسبة لي هو المجلس الاستشاري للقادة الشباب؛ والذي يُعد واحدًا من البرامج التي تستخدمها الشركة لتوجيه مشاركات الجيل الشاب في «أرامكو» والاستفادة من طاقاتهم المذهلة.
لن أتحدث عن هذا المجلس الاستشاري في «أرامكو» بعينه، إلا إنني سأطرح تساؤلاً مهماً: ما جدوى مثل هذه المجالس الاستشارية، وما فرص استمراريتها ونجاحها، وما الأثر الذي ستقدمه؟ حقيقة أن هذه التساؤلات سأجيب عنها وفق ما طُرح علينا خلال اللقاء الرمضاني، ووفق ما أراه من تفسير وتحليل لمثل هذه البرامج النوعية والمهمة.
لا شك في أن العقول هي مصدر الإلهام، والنقاش البنّاء والمثمر هو أساس كل قرار ناجح وذو أثر، ومن هنا يمكنني القول أن هذه النوعية من المجالس الاستشارية؛ تخلق فرصا متزايدة لتحقيق النجاحات، وتجاوز التحديات، بل ووضع الأفكار المناسبة للتطوير والإبداع، وهو أمر تحتاج إليه شركاتنا اليوم وكل يوم.
حقيقة أن «أرامكو» دائماً مصدر الفخر والاعتزاز لنا في مجالاتها كافة، بما في ذلك برامجها النوعية التي أطلقتها منذ وقت مبكّر؛ بما في ذلك المجلس الاستشاري للقادة الشباب، والذي يضم نخبة من كوادر «أرامكو» الذين يعبّرون عن أفكارهم ومقترحاتهم بشكل مباشر مع الإدارة العليا، منطلقين في ذلك من مرتكز مهم جداً في رؤية هذا الوطن العظيم، ألا وهي «مجتمع حيوي»؛ فالذين يمثلون المجلس هم نخبة من مجتمع الشركة الحيوي، والذي تعتمد عليه في تحقيق كل نجاح وتقدم ونمو.
وبزيارتي لموقع «أرامكو» الإلكتروني؛ حاولت أن أبحث أكثر عن هذا المجلس ودوره، فوجدت فقرة جميلة للغاية، كُتب فيها: «يتألف المجلس الاستشاري للقادة الشباب من أربعة منسقين متفرغين و12 عضوًا بدوام جزئي يحتفظون بوظائفهم الأصلية في دوائرهم، من أجل توسيع علاقات الفريق بأكبر صورة ممكنة، وينتمي الأعضاء لمختلف إدارات الشركة ويمثلون مجموعة متنوعة من الجنسيات والثقافات وخبرات العمل، ويقدم الأعضاء النصائح والأفكار والتصورات للإدارة العليا، ويتواصلون مع غيرهم من الموظفين الشباب لمناقشة التغيرات التي تجري في أرامكو والقطاع».
واستكمالاً لإجابتي على التساؤل الذي وضعته في فقرة سابقة من هذا المقال؛ أود أن أضيف أن جدوى المجالس الاستشارية للقادة الشباب في الشركات وقطاع الأعمال كثيرة جداً، أهمها أن هؤلاء سيقدمون للإدارة العليا أفكارا تطويرية من جهة، وحلول لتحديات تواجهها الشركة من جهة أخرى، وذلك لأنهم جزء من المجتمع الخارجي الذي تعمل لأجله هذه الشركة، ويستطيعون بلورة أفكار هذا المجتمع وتطلعاته عبر هكذا مجلس وهكذا حضور.
أثر هذه المجالس الاستشارية ينعكس تماماً على أداء الشركة والمنظومة، ومن هنا نجد شركتنا الوطنية «أرامكو» تنفرد بأدائها الذي يجذب المستثمرين من حول العالم، ويحقق الاستقرار في أسواق الطاقة، ويمنح فرصا كبيرة جداً للتطوير والإبداع والابتكار.. لذلك أختم هذا المقال بسؤالي لكم أنتم صنّاع القرار في قطاع الأعمال بمختلف أشكاله ومستوياته: لماذا لا نستفيد من تجربة «أرامكو»؟
@shujaa_albogmi