- في خضم ذلك تناقلت وسائل إعلام عربية ما قيل بأنه مسودة مبادرة لوقف الحرب الأهلية السودانية للسياسي السودان عبدالله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المسودة تضمنت افكار محدودة لكنها مهمة مثل ضمان عدم المسائلة للقيادات التي ادارة الحرب بين السودانيين وقبل ذلك الموافقة على وقف لإطلاق النار لمدة ستين يوماً، ثم يتم تشكيل حكومة مدنية انتقالية و يصار إلى اعادة تنظيم الجيش بمعاير جديدة تضمن مهنية الجيش وحياديته و وطنيته، النقطة الأبرز التي تضمنتها المبادرة او النسخة المسربة من المبادرة هي عدم اتاحة الفرصة لعناصر النظام السابق المقصود نظام حكم البشير الذي حكم السودان لثلاثة عقود للبروز مرة أخرى او للمشاركة في الحياة السياسية في الفترة القادمة.
- مراقبون رأوا في مبادرة السيد حمدوك أنها ولدت محروقة أو فاقدة لفرص تحقيق أي نجاح وقبول لعدة أسباب منها أن الجيش في هذه الفترة يشعر بأنه يحقق انتصارات على الطرف الثاني في ميدان المعارك، وهناك سبب آخر يقول المراقبون به وهو أن كوادر من النظام السابق ومن جماعة الأخوان تسيطر بشكل فعال على قوات الجيش وتأثر في قرارته بشكلٍ فعال، وأخيراً لان هناك دعاية سياسية قوية ومؤثرة في الشارع السوداني يقودها الاخوان نجحت في تشويه الدعم السريع ونجحت أيضاً في تشويه القوى والشخصيات السياسية الأخرى عند المواطن البسيط المروع بالحرب والجوع والنزوح.
- إذن ما نستطيع قوله في المنظور القريب بخصوص الأزمة السودانية أن لا مكان للمبادرات الداخلية أو السودانية ولا للمبادرات الاقليمية والدولية، ويبدو أن الوضع في الاشهر القليلة القادمة يتجه وبشكل سريع لاستمرار اعمال القتال في مساحة شاسعة تقدر بأكثر من نصف مساحة البلاد.
@salemalyami