قبيل ليلة القدر، خرج علينا الشيخ داغي بفتوى، تفوح منها رائحة الحزبية المقيتة، بالطلب من المسلمين تأجيل العمرة، بعد الأولى، والتبرع بتكاليفها لصالح غزة، وهذا جيد ونؤيد الشيخ، إذا كان المسلمون لا ينفقون أموالهم إلا فقط على العمرة وحدها.
والمفارقة أن الداغي الذي جرأ على الفتوى بتأجيل العمرة، لن يجرؤ على الطلب من نفسه ومن ملايين السياح الخليجيين والفلسطينيين والعرب و«الإخوان المسلمين» الأثرياء، تأجيل سياحتهم إلى تركيا والتبرع بالتكاليف لسكان غزة. وهؤلاء يصرفون المليارات في تركيا على الترفيه والتمشيات والمطاعم واللهو. وأيضاً لن يجرؤ الداغي على الطلب من رئيس منظمة «حماس» إسماعيل هنية وشيوخ حماس الأثرياء بالتبرع بـ10% من دخولهم الشهرية لغزة.
ولماذا اختار الداغي العمرة بالذات، وقبيل ليلة القدر؟ ولم ينصح السياح المسلمين بتأجيل سفراتهم الترفيهية إلى أنحاء الدنيا ويدخرون المليارات لغزة.
ومنذ أن اختلفت السعودية مع حزب الإخوان سياسياً، بعد أن بدأ وكلاء الحزب تحركات لإحداث اضطرابات في المملكة أثناء فوضى ربيع الإخوان، انقلبت مكائن الإخوان وشيوخها واجتهدوا منذ ستة أعوام، كرهاً وفجوراً، وبكل وسيلة، لصد المسلمين عن العمرة وحتى الحج، بحجة أن أموال الحجاج والمعتمرين تمول السعودية، وهم كاذبون، ويعلمون أن ما ينفقه الحجاج والمعتمرين لا يساوي 5% من التكلفة الفعلية. بل جميع ما ينفقونه لا يساوي ربع تكلفة محطة الكهرباء للحرم وحدها، فما بالك بتكاليف البنية التحتية الأخرى للحرمين الشريفين.
وفتوى الداغي ليست الأولى ولا الأخيرة التي يتقصد بها شيوخ الإخوان الحج والعمرة بالذات، وقبل الداغي افتى المقيت الحزبي صادق الغرياني بصد المسلمين عن أداء فريضة الحج. وإذا كان الإخوان جعلوا الفتوى مشاعا، فأدعو الداغي والآلاف من شيوخ الإخوان الأثرياء إلى التبرع بعشر دخولهم الشهرية المليارية لإغاثة غزة، وإذا فعلوا لن تصيب سكان غزة فاقة بعد ذلك، ولا يضطر شيوخ الإخوان إلى التكالب على الإفتاء بتأجيل العمرة والحج.
*وتر
«يأتوك رجالاً على كل ضامر يأتين من كل فج عميق»..
يعبرون مفاوز الدهناء وزرود والوادي الخصيب..
والمعظم وتبالا ووادي القرى
وقلوبهم عامرة بأنوار الله،
@malanzi3