لا يبخل الآباء الكرماء على أسرهم في رسم الفرحة فيعطون بسخاء ويوسعون برضا دون أن ينتظروا طلبا أو تنبيها! وتدخل الفرحة تلك البيوت الممتلئة بالحيوية، وتنتشر الابتسامة أرجاءها، ويصبح العيد هو الزائر الجميل، الذي ينتظره كل فرد في الأسرة بفارغ الصبر، فتتحقق السُنة في إحياء مظاهر الفرح والسرور بهذا اليوم، وفي صباح العيد يحرص الأب أن يصطحب أسرته لزيارة الأقارب بينما لا ينسى أبناؤه الذكور في مرافقته لزيارة أصدقائه وجيرانه وهم مزهوون بهذه الرفقة وهذا الاختيار .
يعض البخلاء على جيوبهم ويشعرون بألم في صدورهم مع اقتراب العيد ولا يكاد القرش يخرج من مخبأه الكامن إلا بـ «مئة كلفة» و«مئة حبة خشم» و«مئة سبب مقنع» مع استمرار الأسطوانة السنوية، التي يرددها «مو لازم تلبسون جديد»! «أصلا فلانة من البنات غير حريصة على العيد»!! «أنتم تقلدون الناس» غيرها من الأسباب «التلككية» أما حلويات العيد فحكاية أخرى، فهي لا تدخل البيت لأنها تضر الأسنان وتجلب المغص ـ حتى حلاوة أبو نص ـ عزيزة على طاولة العيد! فيصبح البيت مقفراً كئيباً! فالوجوه عابسة والحناجر متعبة فقد ظلت لشهر كامل تنافح وتناضل من أجل أن تحيي سنة وتتماشى مع عرف المجتمع في مثل هذه المناسبات بالمقبول والمعقول والمتيسر.
إن التوسعة على العيال فيها أجر عظيم ويتأكد في العيد وبه يحصل بسط النفس وترويح البدن بما أحل الله، فالعيد من الدين وهو عبادة وقربة، أما الأسر والزوجات اللاتي يضيقن على المعيل الكريم أصلا ويلعبن على وتر النفقة ويطالبن بالتوسعة المطلقة ولا يرضين بغير الماركات لهن ولأبنائهن حتى الرضيع منهم «أبو شهر»! ولا يرتاح لهن بال حتى ينتفن جناح ذلك الطيب، فهؤلاء بحاجة «لقرصة أذن»؛ لأن التوسعة لا تعني الضغط وارتداء رداء الغنى المزيف، بل هو الاعتدال دون إسراف أو تقتير.
تحية للزوجات الممتنات الراضيات، اللاتي لا تراوح كلمات الشكر ألسنتهن فمهما بلغ مستوى الزوج المادي، فهو في نظرهن «إيلون ماسك»!! لأن طيبة قلبه غطت على خواء جيبه!
ولعلنا نذكر بعض الأزواج بأن حسن العشرة والكرم تبدو واضحة في محيا الزوجات وهو دليل قاطع أن هذا الزوج كنز من كنوز الله في الأرض لا تقدر بثمن!.
@ghannia