وعلى الرغم من أن مفهوم منافسة الهواة البحتة قد اختفى منذ فترة طويلة حيث يتلقى الرياضيون الناجحون في كثير من الأحيان مدفوعات من حكومات وجهات راعية، فإن قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى يكسر 128 عاما من التقاليد الأولمبية.
وقال سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى للصحفيين "كانت هذه واحدة من مشاكل رياضتنا.
"لكنني لا أعتقد أن هذا يتعارض ولو بشكل طفيف مع المفهوم الذي تتحدث عنه اللجنة الأولمبية الدولية في كثير من الأحيان، وهو الاعتراف بالجهود التي يبذلها الرياضيون لتحقيق النجاح الشامل للألعاب".
وقال كو إنه لم تكن هناك مناقشات حول الخطة مع اللجنة الأولمبية الدولية، لكن الاتحاد الدولي أبلغ اللجنة الأولمبية الدولية قبل وقت قصير من الإعلان عن مجموع الجوائز البالغة 2.4 مليون دولار.
وسيحصل أصحاب الميداليات الفضية والبرونزية أيضا على جوائز مالية لكن فقط اعتبارا من دورة ألعاب لوس أنجليس 2028. وسيتم الإعلان عن التفاصيل في وقت لاحق.
وأضاف كو "هذا استمرار لنهج بدأناه في 2015 إذ نرغب في أن تعود كل الأموال التي يتلقاها الاتحاد الدولي لألعاب القوى من اللجنة الأولمبية الدولية مباشرة إلى الرياضة والرياضيين".
وتابع "رغم أن الفوز بميدالية أولمبية لا يقدر بثمن فإنني أعتقد أنه من المهم أن نتأكد من أن بعض الإيرادات التي يحققها الرياضيون في الألعاب الأولمبية تعود مباشرة إلى أولئك الذين يجذبون عشاق الرياضة للألعاب".
وستتقاسم فرق التتابع جائزة الفوز بالمركز الأول.
وتقوم اللجنة الأولمبية الدولية، التي لم تعلق بعد على التطورات، بتوزيع عائدات الألعاب الأولمبية على الاتحادات الدولية.
وتم تخصيص إجمالي 540 مليون دولار للرياضات 28 في أولمبياد طوكيو، وحصل الاتحاد الدولي لألعاب القوى على أكبر قدر من الأموال بمبلغ 40 مليون دولار.
ورحب البطل الأولمبي النرويجي في سباق 400 متر حواجز كارستن فارهولم بهذه الأخبار.
وقال لرويترز "أعتقد أنه أمر جيد وأرغب في توجيه التحية للقائمين عليه هذا لا يغير حافزي للفوز لأنني لا أشارك في الألعاب الأولمبية من أجل المال الميدالية الذهبية تساوي الكثير بالنسبة لي شخصيا. ولكن عندما يتعلق الأمر ببناء رياضة احترافية، أعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح".
* من الهواة إلى الاحتراف
وانتهت فكرة منافسات الهواة في الألعاب الأولمبية، والتي كانت قد تضررت بشدة بسبب نجاح رياضيين ترعاهم الدولة من الكتلة الشرقية السابقة، عندما وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على السماح للرياضيين المحترفين بالمنافسة في التنس وكرة القدم وهوكي الجليد في ألعاب سول 1988.
ورغم تحول ألعاب القوى للاحتراف بشكل كامل، فإن الألعاب الأولمبية ظلت خالية من الجوائز المالية على الرغم من أن الرياضيين في العديد من الألعاب الرياضية يمكن أن يتوقعوا مكافآت ضخمة من الرعاة مقابل الفوز في أكبر المحافل الرياضية العالمية.
وألعاب القوى هي أكبر رياضة في الألعاب الأولمبية من حيث عدد المشاركين والمتابعين عبر شاشات التلفزيون لكن الغالبية العظمى من الرياضيين بما في ذلك العديد من الحاصلين على ميداليات أولمبية، يواجهون معاناة مستمرة للحصول على تمويل.
وحين فاز البريطاني كو بميداليتيه الذهبيتين في سباق 1500 متر في أولمبياد 1980 و1984 كانت الألعاب الأولمبية رسميا منافسة للهواة.
وقال الرجل البالغ من العمر 67 عاما "ربما أكون الجيل الأخير الذي حصل على قسيمة وجبة بقيمة 75 بنسا وتذكرة قطار من الدرجة الثانية عندما أتنافس باسم بلدي.
"لذلك، أتفهم طبيعة التحول الذي مررنا به. إنه كوكب مختلف تماما عما كنت أتنافس فيه، لذلك من المهم جدا أن تدرك الرياضة هذا التغيير في المشهد والضغوط الإضافية على الكثير من المتسابقين".
وفي عام 1992، تم تقديم مفهوم صناديق دعم الرياضيين وحصل الفائزون بالميداليات الذهبية في بطولة العالم 1993 في شتوتجارت على سيارات مرسيدس.
وحصل الفائزون بالميداليات الذهبية في بطولة العالم العام الماضي على 70 ألف دولار، أي أكثر بمقدار 10 آلاف دولار فقط عما كانوا يحصلون عليه عندما تم تقديم الجوائز المالية في عام 1997.