فشهر رمضان يتسم بطقوس خاصة ويفرض اتباع نظام غذائي يختلف في النوع والتوقيت عن باق أيام السنة إلى جانب المقصد الديني والروحاني من هذا الشهر.
الصيام لا يقتصر على الدين الإسلامي ويختلف في الكيفية والتوقيت بين الديانات والمعتقدات الأخرى، ولهذا فهناك دراسات عن تأثير الصوم والتي منها ما ربطت بين الصيام وتقوية المناعة وتحسين وظائف الجسم خصوصا بما يرتبط بالجهاز الهضمي وتوابعه والجهاز الدوري «القلب والأوعية الدموية» وبذلك فهو يؤثر على مرضى الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والكلى، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النمط الثاني الذي يصيب البالغين، والسمنة، والشحوم الكبدية وهم أولى بفهم فلسفة الصيام واستثمار مكاسبه في تحسين صحتهم.
ولنحافظ على هذا الاستثمار طوال السنة فهناك حاجة للاستمرار في اتباع النظم الصحية الجيدة وعدم المبالغة في الطعام من حيث النوع والكم، والسنة النبوية رسمت منهجا علاجيا متوازنا في استثمار فوائد الصوم من ذلك صيام الست من شوال، وصيام الإثنين والخميس، وضرورة التوازن الغذائي وتجنب التخمة باتباع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» ومن ذلك التدرج في تناول الطعام بمراعاة للوقت والكم والنوع حتى يتعود الجهاز الهضمي وملحقاته من الكبد والعصارات المرارية والبنكرياس على التغير إلى النمط الاعتيادي دون إسراف في الطعام والشراب.
من مكاسب الصيام كذلك تنظيم الوزن، وأنظمة الصيام قد تساعد في التحكم بمستوى السكر وتقليل الوزن خصوصاً إذا التزم الصائم بالحمية الغذائية والرياضية، فتكون مكسباً لتنزيل الوزن وكسر الدهون المتراكمة في الكبد، إضافة لتخفيف الضغوط النفسية وإراحة الجهاز الدوري.
شهر رمضان هو فرصة للتدريب على الانضباط الذاتي والتخلص من السلوكيات السيئة وتحسين السلوكيات التي تستحق نطبقها في باقي شهور السنة، لترك جميع العادات السيئة على سبيل المثال، وقف «التدخين» الذي يتسبب في الضرر وتصلب الشرايين، والمشاكل التنفسية وأمراض السرطان، ويمكن الاستفادة من عيادات مكافحة التدخين التي توفرها وزارة الصحة عبر حجز موعد من خلال تطبيق صحتي وزيارة مراكز الرعاية الصحية الأولية.
@DrLalibrahim