انتهت آخر صفحة في شهر الخير لهذا الـعام راجيةً من الله أن يتقبل طاعاتنا، ويكتب لنا الخير في أيامنا القادمة. شهر رمضان، لا أستطيع تصنيفه هل هو من الـشهور الـطويلـة الـتي مرت أم السريعة، لأن أحداثه كثيرة، وبنفس الوقت للتو أكملنا جملة تهنئة حلوله!
هل حققت هـدفك الـذي خططت لـتنفيذه في رمضان، أم انشغلـت في أول أيامه، فأجلته لرمضان القادم، لأن تنفيذ الخطة لا بد من أن يبدأ من أول يوم له!
أم أنت من الأبطال الذي حققوا أهدافهم حتى إن لم يكن مخططاً لها! ولكن هنا تحديداً يأتي دور الإرادة والرغبة، إن كانتا مفعلتين، فلا يهم متى موعد الانطلاقة، فلا دخل للشهر في ذلـك، حتى لا نجعله شماعة!
في رمضان روحانية تبث الـطمأنينة والـسكون، لذلك نكون أقرب لبعضنا من أي وقت آخر، وفيه ما يدعو للفخر طوال أيامه، وهو الأولية القصوى التي يرفعها الناس خلال هذا الشهر لمساعدة بعضهم في احتياجاتهم، ابتغاء الأجر من الله، ثم روحانية الشهر الـتي تدفعهم للمساعدة؛ والـتي تعني الكثير والكثير للمحتاج لها؛ فصدقاً! خلف بعض الجدران حولنا، أناس تخنقهم الـعبرة، لتلجم أصواتهم الطالبة للمساعدة، ليس لشيء إلا لتعففهم من الطلب، فطوبى لمن قضاها وستر احتياجهم.
واستغربت أيضاً بعض التغييرات التي اختلفت عن العادة في رمضان، وهي عدم اهتمام الـناس بالأعمال الـفنية الـتي تعرض على الـشاشة، كونها كانت فاكهة المجالـس الـتي كانت من ضمن محاور النقاشات، والتي استعيض عنها بالاهتمام الاجتماعي والذاتي، وهو تغيير لافت. ووصلـنا الآن إلـى الـعيد! عيدنا يا عيدنا، كمْ نحتاج إلـى هـذه الـفرحة والحفل الاجتماعي الكبير، والتفاصيل الـصغيرة قبل الـكبيرة الـتي تحدث فيه، لنستذكر أفراحنا الماضية، ونرسم ذكرياتنا لاستعادتها فيما بعد، وبالتأكيد لنعيش هذه الأيام بكامل تفاصيلها؛ بالابتسامة وما تحدثه من طاقة وتفاعلات في أنفسنا؛ ولا نغفل عن الراحة الجسدية، والفكرية التي احتجنا تفعيلها، وإطفاء زر العمل والتفكير لوقت ولو قليل. عيدنا، الـذي يعيد لنا فكرة احتياجنا الاجتماعي، للقرب ممن انشغلنا عنهم، لنتبادل كلمات الفرح والخير فيما بيننا، لنخلق ضحكات لا يسكن صوتها العمر. كل عام وأنتم بخير، وعيدكم سعيد ومبارك.