يتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي ليتبع ذلك أيضًا بنوك أخرى صغيرة ومستقلة. ويقول الخبراء والمديرون التنفيذيون إن تراجع الحجم سيمنحهم حركة أخف حيث سوف تتحول فروع البنوك التي يرى في بعضها طوابير طويلة إلى مركز خدمات مالية مرتكز على الذكاء الاصطناعي يستهدف العملاء.
قال كريستوفر نجيبي نائب الرئيس التنفيذي لبنك "فيرست فاونديشن" ومقره ولاية كاليفورنيا والذي لديه 43 فرعًا في خمس ولايات :" باعتبارك بنكًا صغيرًا فإن القيمة الوحيدة التي تقدمها هي الخدمة".
اقرأ أيضاً: بأصوات الأقارب والأصدقاء.. نصائح لاكتشاف الاتصالات الاحتيالية بالذكاء الاصطناعي
وبأصول تزيد قليلاً عن 10 مليارات دولار ساعد النجيبي في تنمية مؤسسة فيرست من كونها صاحبة فرع واحد في عام 2007 إلى حجمها الكبير اليوم
ويتصور النجيبي أن يكون لدى فروع البنوك عدد أقل من الموظفين ومزيد من الذكاء الاصطناعي وأن يتم منح الموظفين الحرية لمساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم المالية ولن يعلقوا في الإجابة على الأسئلة الأساسية حول المعاملات الأخيرة ومعلومات الحساب. وقال: “إن خط الصراف كما نراه اليوم سوف يموت في نهاية المطاف”.
البنوك الاستثمارية والتكنولوجيا المالية
من جانبه، قال جيمي ديمون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورجان تشيس" أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل تحولاً مذهلاً في قطاعي التكنولوجيا المالية والبنوك الاستثمارية مثلما حدث عند اكتشاف المطبعة والمحرك البخاري والكهرباء والحوسبة والإنترنت.
وذكر ديمون: ”بمرور الوقت، نتوقع أن استخدامنا للذكاء الاصطناعي لديه القدرة على زيادة كل وظيفة تقريبًا فضلاً عن التأثير على تكوين القوى العاملة لدينا وقد يؤدي ذلك إلى تقليل فئات أو أدوار وظيفية معينة ولكنه قد يؤدي إلى إنشاء فئات أو أدوار أخرى أيضاً".
اقرأ أيضاً: السعودية تتقدم بمؤشرIMD للمدن الذكية.. دعم غير محدود لرفع جودة الحياة
وقال ديمون إن العديد من طموحات الذكاء الاصطناعي لدى بنك جيه بي مورجان تجري خلف الكواليس وليس في شباك الصراف حيث يضم الآن أكثر من 2000 موظف في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وعلماء البيانات الذين يعملون على 400 تطبيق بما في ذلك اكتشاف الاحتيال والتسويق ومراقبة المخاطر. ويستكشف البنك أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في هندسة البرمجيات وخدمة العملاء وطرق تعزيز إنتاجية الموظفين.
تقنيات المصارف الصغيرة
بالنسبة للبنوك الصغيرة قد يكون التفاعل مع العملاء هو الأمر الحاسم حيث يحرر الذكاء الاصطناعي موارد البنك من الإجابة على الأسئلة الروتينية.
كما سيتمكن العملاء من الدخول على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع باستخدام تقنية وصول خاصة ودفع الفواتير عبر شاشات اللمس وإرسال برقية في منتصف الليل ورؤية المعاملات محدثة في الوقت الفعلي.
وقال: ”من الناحية العملية سيكون فرع أي بنك صغير بمثابة جدار من الشاشات”.
اعتماد أقل على النقود الورقية
سوف يتحسن الأمن في الفروع حيث تصبح النقود الورقية أقل وفرة كما سيوفر الذكاء الاصطناعي المزيد من الأمان للفروع أيضًا مع وجود الكثير من الكاميرات والقياسات الحيوية.
لكن مع ذلك، يتعين على البنوك أن تمنح الذكاء الاصطناعي إمكانية الوصول إلى ما يكفي من البيانات لتكون فعالة بدءًا من الإفصاح عن الحساب وحتى الأسئلة الشائعة وما لم يلتزم البنك بتوليد والحفاظ على بيانات عالية الجودة وشاملة فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء من المرجح أن يؤدي إلى استياء العملاء أكثر من إسعادهم.
لا تعتقد جمعية الخدمات المصرفية المجتمعية المستقلة وهي مجموعة تجارية للبنوك الصغيرة، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتفوق على العنصر البشري في العلاقة. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي سيكون عاملاً مهمًا ”إلا أنه لن يتطابق أبدًا مع المعرفة المحلية والعلاقات الشخصية التي تعتبر ضرورية لمساعدة مشتري منزل لأول مرة في الحصول على رهن عقاري أو مساعدة شركة صغيرة أو مزرعة على تمويل عملياتها".