ومع التحول الرقمي، انتقلت عملية الحش إلى التقنية، فلا بد من أن يواكب العصر، ففي كل وسيلة تواصل تجد الحشاشين وهم ليسوا متعاطي المخدرات، لكنهم متعاطو أعراض الناس ! وإن كان الإدمان هو ذاته، فالحشاش مدمن الغيبة يجد في كل شخص ما يعيبه ويسخر منه وينقل عنه وفي أفضل حالات المدمن إن لم يستطع الحديث بصوت مسموع أو مواجهة الضحية أو كان الضحية «أبو لسانين» مثلا ! فإنه يكتفي بالهمز واللمز ونظام «إسمعي يا جارة»
والحشاشون فاعلون في وسائل التواصل ينتقون الفضوليين ويجمعونهم مع كل حدث في «قروب» واحد ليرضوا فضولهم وليشاركوهم جلسات التحليل فتجده يجعل من المجموعة التي تحوي 50 عضوا فروعا متعددة حسب الموضوع الذي يتم النقاش حوله وحسب اهتمام الأشخاص وفي سرعة البرق يحلل في كل مجموعة وأهم عباراته «ما عليكم منه» «اسفهوه»! أو يتفقون على تطفيشه ! حتى يترك الضحية الجمل بما حمل ويقرر المغادرة.
أما المشاهير فنظام الحش لديهم من درجة الـ «في آي بي»، فهم يحشون «عيني عينك» هذا «يشرشحه» في غيابه على العلن وذاك يرد مع وجود «معززين» للطرفين لذلك تكثر المنازعات والمقاطعات والتحزبات وفرد العضلات و«المجاكر» والافتراءات والتهم.
أبشع صور الحش أن تأتي من الكبار سنا ومكانة ! وقد تعجبت من شخصيات لها اسمها في مجالها لا شغل لها إلا «المحارش» في الناس ونشر المحتوى الموغل للصدور واستثارة الأشخاص وكان الأجدى بهم في هذه السن أن «يفرشوا سجادة الصلاة ساجدين راكعين مستغفرين» فمنظرهم سيكون أكثر سكونا وهدوءا واتزانا !!
@ghannia