أعتقد أن الإجابة المحتملة في الغالب هي «لا» وذلك بسبب انعدام ثقافة التبرع بالأدوية في المجتمع، لأن الغالبية يقوم برميها وإتلافها مباشرة بعد الانتهاء منها سواء بسبب وفاة المريض أو تغير الخطة العلاجية أو التشافي من المرض برغم وجود كميات كبيرة من الأدوية.
- إن انعدام هذه الثقافة في مجتمعنا بالتأكيد يُحمل الجهات المعنية عدة خسائر مادية باهظة وبالذات فيما يتعلق بالأدوية مرتفعة الثمن التي يتم صرفها، ولكن في المقابل لو تمت إعادة تلك الأدوية إلى المستشفيات التي صرفتها ليستفيد منها مرضى آخرون سنحقق العديد من الفوائد منها تقليص نسبة التكلفة على المستشفيات، وأيضاً تسليمها لمحتاجين ربما لم يجدوا هذا الدواء وبالأخص الأدوية الدقيقة أو الأدوية النادرة.
- ربما يقول البعض أين أذهب بها بحكم أنه لا يوجد موقع مخصص يتم التواصل معه لتسليم تلك الأدوية التي هي بتاريخ صلاحية جيد وحالة سليمة، وهو تساؤل مشروع يتطلب وجود مكتب في كل مستشفى حكومي أو خاص يتسلم تلك العلاجات الزائدة وفرزها وتنظيفها وترتيبها لتكون جاهزة لتسليمها لمحتاجين آخرين.
- حجم سوق الأدوية في السعودية تجاوز تسعة مليارات دولار في عام 2023 وإذا كنا نتحدث عن هدر يتجاوز الـ 20% فإننا أمام أرقام كبيرة يتم هدرها سنوياً في الأدوية مما يتطلب معه تفعيل ثقافة التبرع بتلك العلاجات والاستفادة منها مرة أخرى لصالح مرضى آخرين.
- أعتقد أننا بحاجة لحملة إعلامية لتفعيل تلك الثقافة حتى تصبح مترسخة في أذهان الجميع والتأكيد على أن من يقوم بهذا العمل سينال الأجر الكبير - باذن الله - نظير ما يقدمه من مساعدة للغير، وبالذات في هذا المجال المتعلق بصحة الإنسان وسلامته خلاف أنه سيتم توفير مبالغ طائلة يمكن الاستفادة منها في مجالات مثل توفير أجهزة حديثة وغيرها، الهدر الدوائي لا يقل أهمية عن الهدر الغذائي متمنين أن يتقلص الهدر في كليهما مع زيادة الوعي والإحساس بالمسئولية المجتمعية.
@almarshad_1