لكن على الجانب الآخر نسيء التعامل مع كل هذا الحلول فنستخدمها بشكل خاطئ إما بوقت أكثر من اللازم فتبتلع دقائقنا بل ساعات يومنا أو تجعل من ثانويات الأمور أساسية فتضيع الأساسيات الأصلية، فارتباطك بكل شيء في كل وقت لا يجعلك تعيش جوا من الإستجمام والانعزال المطلوب عن العالم لقسط من الراحة الذهنية قبل الجسمانية.
زميل لي يقول أنا مقصر بشكل كبير في كثير من الأمور، كصلة الأرحام وقراء القرآن والنوافل والأذكار وغيرها والسبب أن ليس لدي وقت بل الصحيح أنني أنشغل بأمور أقل أهمية من كل ما قصرت به، عاهدت نفسي مرارا أن أتغير وأستثمر وقتي بإستغلاله جيداً ولكن التسويف والتأجيل يُجهز على كل نواياي في هذا الشأن، فقررت أن أغير طريقة تفكيري وسلوكي فقد أظفر بنتيجة أو حل، فقررت أن أخلق وقتا دون وقت فقلت كيف ؟ قال أثناء المشي قررت أن أجري أتصالا واحدا بأحد أقربائي فأسلم عليه بدل التنقل من تطبيق إلى آخر ومقاطع الفيديو في جوالي، فنجحت ثم أخذت أخصص مشيا إضافيا ومعه ورد من القرآن ونجحت، بل إنني حتى وقوفي في زحمة السيارات وإشارات المرور جعلته وردا لأذكاري العامة والخاصة وأيضا نجحت، بعد هذه التجربة إكتشفت أنني أستطيع عمل الكثير من المهام دون تخصيص وقت مستقل مبرمج مسبقا لها لأنه غالبا ما يصطدم بجدار التسويف.
ما نستفيده من هذه القصة هو أن عجلة الحياة تدور إن لم توقفها لتعيد برمجتها فستكمل الدوران يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة بل عمرا ولا بعده عمر فالعمر واحد، إحذر أن تنغمس في سلوك يومي يأخذ الكثير من الوقت ومعدوم الفائدة على حساب أولويات مهمة.
زميلي أردف قائلا: كنت أمضي على مقاطع الفيديو ما يقارب الساعة، هل تعلم أنني بذات الوقت إستطعت أن أقرأ ثلاثة أجزاء من القرآن؟ هل من معتبر؟
@Majid_alsuhaimi