الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام ولسان نوابه المساعدين، جميعهم حذروا، وبينوا، أن الأوضاع في غزة تقترب من شفير الهاوية على مستويات نقص الغذاء الحاد، وعلى مستويات المياة النقية الشحيحة، وعلى مستوى الدواء والمستشفيات التي توقفت عن العمل.
الدول العربية وغيرها من الدول التي تتفهم خطورة ما يحدث قامت بكل ما تستطيع من جهد سياسي وإغاثي لكن بقيت الكلمة الفصل في يد الدول المتحكمة في القرارات الدولية وخاصة في قرارات مجلس الأمن، حيث لم يحظى أي قرار ينص ويفرض وقوف العدوان على الموافقة والقرار الوحيد الذي وجه بوقف القتال بدون تحديد مدة وجاء خالياً من أي إدانة لإسرائيل لم يتم التعاطي معه بالصورة المطلوبة ورفضت إسرائيل علناً وبدعم ومباركة أمريكية وأوروبية الرفض بحجة أن المساعي الإسرائيلية تستمر للقضاء على إرهاب الفلسطينيين.
أمريكا وأوروبا وخاصة فرنسا توليان اهتماما ملموسا بما يجري في غزة ولكن ردة الفعل لاتزال ينظر إليها بطريقة غريبة حيث أن كل ما استطاعت أمريكا ومعها فرنسا فعله هو التعبير بوضوح لرفضها لكثير من ممارسات إسرائيل لكن هذا الرفض لا يصل إلى حد منع إسرائيل من الاستمرار في العدوان الذي أصبح مكشوفاً، ومن طرف واحد.
في الأسابيع الأخيرة تحدث الفرنسيون عن إمكانية إعلان مقاطعة لإسرائيل لكي تلتزم بوقف العدوان ضد المدنيين ومقاطعة إلى حد ما بالامتناع عن تزويدها بالسلاح، ولكن كل هذه المقترحات بثيت خجولة ودون تطبيق وأقصى ما فعله الفرنسيون إدانة أعمال عدوانية قام مستوطنون في الضفة الغربية، ومنع عذب منهم خاصة حاملي الجنسية الفرنسية من دخول فرنسا.
قبل أيام احتفلت جمهورية رواندا بذكرى جديدة للإبادة الجماعية التي تمت على أرضها في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وراح ضحيتها أكثر من ثمانمائة ألف إنسان، وقبل أيام قالت حكومة الحرب الإسرائيلية إن الحرب أو العدوان على الفلسطينيين قد تمتد إلى ثلاثة أو أربعة أعوام، غريبة هذه الشهية للإبادة الجماعية لدى الإسرائيليين .
@salemalyami