هذا الفكر الاستثماري نحتاجه بشكل كبير لأنه يحقق نجاحات اقتصادية لأي بلد، البدايات الصناعية لليابان والصين وكوريا كانت متواضعة لتحلق مع الوقت والإصرار إلى مصاف الدول المتقدمة، المصانع في تلك الدول توظف ملايين المواطنين وتفتح مئات الآلاف من الفرص الوظيفية سنوياً وتساهم في نمو اقتصادي كبير لدولها مما يجعلها العمود الفقري لنجاح الكثير من الاقتصادات.
توجد مجالات أخرى تحقق نجاحات كبيرة وتدر دخلاً مهماً للدول وعلى رأسها النشاط السياحي ولكن بالتأكيد لن نغفل الجانب الصناعي لأهميته الكبيرة.
لدينا نشاط صناعي واضح بدء ينمو بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ولعل المدن الصناعية في كافة مناطق المملكة التي يتجاوز عددها 36 مدينة تضم ما يقارب 12 ألف مصنع تؤكد هذا التوجه الصناعي الذي سيحقق نقلات اقتصادية مهمة لبلادنا.
الجميل في هذه المصانع أنها تجاوزت حدود الوطن لتصل المنتجات إلى الكثير من دول العالم بل أصبح الكثير يطلبها بالاسم مثل منتجات الألبان والتمور والحديد والصلب والعسل الطبيعي والألمنيوم والأسمدة والزيوت المعدنية وغيرها لتحقق مداخيل مهمة تساهم في تنويع مصادر الدخل القومي.
أتذكر قبل فترة عندما ذهبت لتغيير بطارية السيارة نصحني صاحب المحل بالبطارية المصنوعة محلياً لأنها ذات جودة عالية، ولا أخفي سعادتي عندما ذكر ذلك، وقمت بتركيبها منذ ذلك الوقت لجميع سياراتي وأبنائي، أيضاً عندما ذهبت قبل فترة لتغيير زيت السيارة ذكر لي العامل أن الزيوت و»السيفون» المصنعة محلياً جودتها عالية فاستخدمتها بعد ذلك.
هذا يؤكد التنويع في الصناعات لدينا ونموها مع الوقت لتصبح بلادنا - بإذن الله - من أهم الدول الصناعية، فالمسألة تحتاج صبرا وإصرارا وطموحا وإرادة قوية لنتجاوز المستحيل.
@almarshad_1