المبالغة، مهندسةٌ لها خيالٌ واسع، وتحب السخرية من غيرها، وتتهمهم بأنهم يريدون تحقيق أضغاث الأحلام فحسب، وبرغم انزعاجه منها، قام الواقع بالبحث عنها، وتحدث على مضض أنها حققتٌ بعض الأشياء في مجالاتٍ قليلة، وتسببت في الأشياء السيئة، فرغم أنها قد تنبأت بانفجار بركان كراكاتوا قبل قرون، فقد تسببت في اندلاع الكثير من الشجارات التي انتهت بنتائج عكسية، وتذبذبت أعمالها بين القمم، والقيعان في مخططٍ أعده الواقع بسبب عدم فهمه لطبيعة أعمالها، وظهرت المبالغة تتحدث عمَّا تخطط إليه بخيالٍ واسع، ورغم أنه كان مريبًا، فقد أكملت المبالغة عملها.
في منتصف العمل، قام الطموح بخفض السقف الذي كان يريده، وتحدث عن صعوبة المنطقة، وأنه سيقوم بتغيير مسار العمل بعد بدئه بفترة، وتحدث عن فوائد ذلك، وأثار هذا الجدل بين متابعي العمل، وعندها سمع الجميع ضحك المبالغة على الطموح، وتحدثت بكل غرور، عن مشروعها الذي يصل لآلاف الأمتار، ولفتت أنظار الكثيرين، وكان الواقع يحاول فهم مقصد الطموح، ولكنه تبسم، وطلب منه الصبر.
اكتمل العمل، وظهر سقف الطموح رائعًا، وتصدر محركات البحث عالميًا؛ بسبب نجاحه رغم صغر حجمه، ورأى الجميع عمل المبالغة، وكيف أنه كان قيد الانهيار، ففهم الواقع سر ابتسامة الطموح، وفاجأ الجميع أنه سيقوم بتوسعة عمله.
@bayian03