وفي مجال الأسرة نجد الزوج «الكحاح» لا يفتأ عن ذكر أفضاله حتى وإن كانت من قبيل الواجب لا الفضل وكذلك بعض الزوجات أو حتى أفراد العائلة منهم من يمرر كرمه وطيب عشرته كالطيف الهادئ دون أن يشعر أحد بها أو يشعره بالامتنان بل ربما تجمل بالخفاء فلا يحتاج لسيل من الثناء أو التمجيد على جميله، فسلامته وحبه لما يقوم به من خدمة وثقته بنفسه تغنيه عن هذا !
والعجيب ما يحدث في بعض الحسابات الشخصية لوسائل التواصل الاجتماعي فلا يخلو معرف الكحاحين من تمجيد مبالغ إما مكتوب أو حديث مباشر، أما في مجاميع «قروبات» المحادثات الجماعية وإذا كان في هذه المجموعة مسؤول، فإن «الكحاح» يبالغ في كحاته ليسمعها رئيسه فيغتر به ! فيدرج من الإنجازات ما ليس إنجازا أصلا بل واجبا من واجباته ويضخم من العمل الصغير ويوثق بالصور ما ليس بحقيقة حتى يظهر بأنه الموظف الذي ما مر على منظمته مثله .
إن «المختصرين، قليلي الكلام» الذين يكتفون من «القلادة بما أحاط بالعنق» ويتكلمون عن منجزاتهم التي رصدت في مجلد في صفحة واحدة هم حقيقة لا يرون في ذلك المجلد إلا حشوا بينما المنجز الحقيقي هي تلك الصفحة الواحدة التي اعتمدوها في حديثهم، قد تختلف القناعات والمفاهيم من شخص لآخر لكن يبقى المسؤول هو المقيم الحقيقي المنصف لـ «الكحاح المزيف» والذي يواري كحته ويداري ألمه ويكره «الأنا» ويعزز العمل بروح الفريق ويمسك بهم لينطلقوا جميعا نحو القمة فهي تتسع الجميع في نظره.
لا عزاء لمن لا يجيدون فن القصص والتشويق والرواية ولفت الانتباه والإسهاب فيما حقه الاختصار والتلون بحسب الموجة ! وعموما ليست كل كحة مذمومة وليس كل اختصار مرغوب، وأنا حقيقة مع الكحة الحقيقية المنصفة التي تحدث التوازن وتحقق الإنصاف أمام من ينكر الجهود ويقيم العمل من خلال التضخيم الكلامي والبرباجاندا التي أصبحت الحل الناجع لقلب الحقائق وتوجيه العقول.
@ghannia