وقبل نحو عامين كتبت في هذه الزاوية مقالاً بعنوان «تأشيرة شنغن وأمريكا والمعاملة بالمثل»، بالتزامن مع قرار وزارة الخارجية البريطانية إتاحة التأشيرة الإلكترونية للسعوديين قبل زيارة المملكة المتحدة بـ 48 ساعة، بشروط ميسرة ورسوم رمزية، وتساءلت فيه: «لماذا لا تزال دول شنغن والولايات المتحدة الأمريكية متمسكة بشروط وإجراءات صعبة لتأشيرة السياحة للسعوديين تتطلب وقتا وجهدا وعناء على الرغم من أن السعودية بإلهام من رؤية السعودية 2030، شرعت أبوابها للزوار من دول شنغن وأمريكا ومن مختلف أنحاء العالم مع نظام التأشيرة الإلكترونية اعتبارا من سبتمبر 2019 مع ملاحظة أن الوقت المستغرق لإصدار التأشيرة الإلكترونية هو 5-30 دقيقة في معظم الحالات، وأضعف الإيمان لماذا لا تعامل دول شنغن مواطني المملكة كما تعامل بعض مواطني دول الخليج المعفيين من الفيزا؟!
أليست السعودية هي التي ابتعثت مئات الآلاف من الطلاب والطالبات مع عوائلهم إلى جامعات أمريكا ودول شنغن ورفدت اقتصادات تلك الدول واقتصادات جامعاتها لأكثر من 17 عاما منذ العام 2005 وحتى اليوم.
صحيح أن اشتراطات الاتحاد الأوروبي لإصدار تأشيرة شنغن للسعوديين لم تتغير، ولا سيما إجراءات التقديم بالطريقة التقليدية التي تتطلب حجز موعد والحضور لمقر السفارة، لكن خطوة تمديد التأشيرة إلى 5 سنوات تعد خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح بعدما ظلت سفارات شنغن تمنح تأشيرات لبضعة أشهر عند كل عملية تقديم. وأعني بالاتجاه الصحيح هو ضرورة أن تتطور إجراءات شنغن وكذلك إجراءات تأشيرة الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تصبح إجراءاتهما رقمية على أن تصدر خلال دقائق معدود تماماً، كما هو الحال مع تأشيرة السياحة السعودية مع مواطني دول الاتحاد الأوروبي ومواطني أمريكا.
@woahmed1