قالت وكالات الأمم المتحدة ومجموعات التنمية يوم الأربعاء إن انعدام الأمن الغذائي تفاقم في جميع أنحاء العالم في عام 2023 حيث يعاني حوالي 282 مليون شخص من الجوع الحاد بسبب الصراعات، خاصة في غزة والسودان، وفق ما أوردت صحيفة بارون ديلي الأمريكية.
تغير المناخ ينذر بأزمة غذاء جديدة
كما أدت الظواهر الجوية المتطرفة والصدمات الاقتصادية إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، والذي زاد بمقدار 24 مليون شخص مقارنة بعام 2022 وفقًا لأحدث تقرير عالمي عن الأزمات الغذائية صادر عن شبكة معلومات الأمن الغذائي.تم إعداد التقرير، الذي وصف التوقعات العالمية بأنها "قاتمة" لهذا العام من أجل تحالف دولي يجمع وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والهيئات الحكومية وغير الحكومية.
انعدام الأمن الغذائي
كان عام 2023 هو العام الخامس على التوالي الذي يشهد ارتفاعًا في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد والذي يُعرف بأنه مواجهة الأفراد للحرمان الغذائي الذي يهدد حياتهم أو سبل عيشهم بغض النظر عن الأسباب أو طول الفترة الزمنية.اقرأ أيضاً: غلاء عالمي للمشروبات.. لماذا ارتفعت أسعار الشاي والبن بنحو 38%؟
وقالت فلور ووترس، نائبة مدير مكتب الطوارئ في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن المزيد من المناطق الجغرافية شهدت "صدمات جديدة أو مكثفة" بينما كان هناك "تدهور ملحوظ في سياقات الأزمات الغذائية الرئيسية مثل السودان وقطاع غزة".
مجاعات وحروب عالمية
ويعيش نحو 700 ألف شخص من بينهم 600 ألف في غزة على شفا مجاعة منذ العام الماضي وهو رقم ارتفع منذ ذلك الحين إلى 1.1 مليون في الأراضي الفلسطينية التي مزقتها الحرب.يأتي ذلك في عدد من الدول والأقاليم التي تعاني من ويلات الحرب والصراعات لكن الأمر ليس ورديًا في بقية العالم فالأمر به معاناة لكثير من المواطنين في العالم.
وقالت شبكة سي إن بي سي الأمريكية، أنه ربما تشهد أسعار المواد الغذائية المرتفعة في جميع أنحاء العالم أدنى مستوياتها هذا العام.
اقرأ أيضاً: توقعات الدولار تقفز لأعلى مستوى في 5 أشهر ونصف.. فما السبب؟
وفقًا لشركة أبحاث "أكسفورد إيكونوميكس" فمن المتوقع أن تنخفض أسعار المواد الغذائية عالميا في عام 2024، مما يوفر بعض الراحة للمتسوقين.
توقعات محاصيل القمح والذرة
وكتبت الشركة الاستشارية الاقتصادية ذلك في مذكرة حديثة تقول: ”توقعاتنا الأساسية هي أن تسجل أسعار السلع الغذائية العالمية انخفاضًا سنويًا هذا العام مما يقلل الضغط على أسعار التجزئة للمواد الغذائية بشكل أكبر"، ذاكرة إن القوة الدافعة الرئيسية وراء انخفاض أسعار السلع الغذائية هي ”وفرة المعروض” للعديد من المحاصيل المهمة وخاصة القمح والذرة.وأدى الحصاد الوفير في الأشهر الأخيرة لكلا المحصولين الأساسيين إلى انخفاض مطرد في الأسعار.
العقود الآجلة للقمح
انخفضت أسعار الذرة بنسبة 10% تقريبًا منذ بداية العام حتى الآن في حين خسرت العقود الآجلة للذرة حوالي 6% خلال نفس الفترة وفقًا لبيانات "فاكت سيت".وكثف المزارعون إنتاج كل من حبوب القمح والذرة بعد ارتفاع الأسعار بعد أن بدأت روسيا تدخلها بأوكرانيا في عام 2022.
ونتيجة لذلك، من المرجح أن يصل محصول الذرة العالمي للعام التسويقي المنتهي في أغسطس من هذا العام إلى مستويات قياسية وفقاً لتحليل أكسفورد.
وقال تقرير أكسفورد إنه من المتوقع أيضًا أن يأتي محصول القمح مرتفعًا على الرغم من أنه أقل قليلاً من المستوى القياسي في العام التسويقي 2022 إلى 2023.
الحرب بين روسيا وأوكرانيا
كما تراجعت الضغوط على إمدادات الحبوب في روسيا وأوكرانيا فعلى الرغم من انهيار مبادرة حبوب البحر الأسود في يوليو من العام الماضي إلا أن الصادرات الزراعية الأوكرانية ظلت صامدة بشكل جيد كما يقول كيران أحمد كبير الاقتصاديين في "أكسفورد إيكونوميكس". وأضاف أن صادرات القمح الروسي تغمر الأسواق العالمية أيضًا مما يبقي الأسعار منخفضة.أسعار الأرز
ورغم أن أسعار القمح والذرة شهدت انخفاضاً قوياً فإن أسعار الأرز ظلت في ارتفاع مضطرد في ظل معوقات الإمدادات العالمية من الأرز بسبب القيود المفروضة على التصدير من جانب الهند التي تمثل نحو 40% من إنتاج الأرز على مستوى العالم.وارتفعت العقود الآجلة للأرز الخام بنسبة تزيد عن 8% منذ بداية العام حتى الآن.
انخفاض أسعار المواد الغذائية
سجلت أسعار المواد الغذائية العالمية انخفاضا بنسبة 9% في عام 2023 وفقا للبنك الدولي. وقال أحمد: ”نتوقع أن تنخفض الأسعار بنسبة 5.6% أخرى هذا العام قبل أن ترتفع على أساس سنوي في العام المقبل”.ومع ذلك، أشارت أكسفورد إيكونوميكس إلى أن المخاطر التي تهدد توقعاتها لأسعار المواد الغذائية لا تزال ”تميل بشكل كبير إلى الاتجاه الصعودي” بسبب الظروف المناخية السيئة.