ومن طريف ما يُروى أن سفير دولة اسكندنافية في إحدى البلدان ذهب في نزهة إلى غابة تبتعد عن العاصمة بضعة أميال، وصادف أن يكون المكان مقرّا لجماعة من آكلي لحوم البشر، فأكل السكان السفير، احتجّت الدولة الإسكندنافية على وقوع الكارثة فجاءها الجواب: نعتذر عن ما حدث.. كلوا سفيرنا !!
جمع أحد الشعراء في أسلوب رقيق تقاليد الدبلوماسية العربية في انتقاء سفرائها بقوله:
إن الرسول مكان رأيك فالتمس
للرأي آمن من وجدت وأنصحا
تأبى الأمور على الغبي فإن سعى
فيها الذكي فبالحرا أن تصلحا
فإذا توخيت الرسول فلا تكن
متجوزاً في أمره متسمحا
وتوخ في حسن اسمه وروائه
قول النبي تيمناً وتنجحا
واجعله إما ماضياً أو نافذا
أو ياسرا أو منجحا أو مفلح
بلغت أهمية الكلمة الشاعرة لديهم درجة كبيرة، فالشعر العربي الفصيح من أبرز مأثورات تراثنا العربي فهو سجل أمجاد العرب ومستودع بيانهم وروضة أنسهم وميدان سباقهم به يستقيم اللسان وتجود القراءة وتصح وتشرق الكتابة ولذلك يزول العجب حينما نسمع أن بيتاً يرفع شأن قبيلة عربية أصيلة ويقلب لقب الذم مدحاً وأن العرب كانوا يحتفون بميلاد شاعر في قبيلتهم فهو وزير إعلامهم وسفيرهم الذي يحفظ ويذيع مآثر القبيلة ويهجو أعداءهم لذا كانت العرب تختار سفيرهم – رسولهم – من الشعراء.
في العالم العربي ، يرى البعض أن فارس الخوري هو أول الشعراء السفراء، ثم جاء بعده عدد كبير من أشهرهم: عمر أبو ريشة، وعمر بهاء الدين الأميري، وعبدالمنعم الرفاعي، ونزار قباني، وبديع حقي، وعلي الصقلي، ويعقوب الرشيد، ومحمد أحمد المحمود، وعبدالولي الشميري
أما في المملكة العربية السعودية فقد برز عدد من السفراء الشعراء مثل: حسن قرشي، والدكتور غازي القصيبي، والدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجة، ومحمد الفهد العيسى ومقبل العيسى.