تسليم العقل لمُدّعي العلم والمعرفة يؤدي للتبعية والتي تبدأ بالإعجاب أولاً ثم الاهتمام المصحوب بالتقديس حتى تكون التبعية لهم دون تفكير، والسلوك المنحرف يأتي بعد غسل الفكر بكل ما هو ملوث ليؤثر على الاعتقاد، فيقع صاحبه ضحية للانحراف، شخصياً، أصبحت أفكر في مستقبل الأجيال وكيف سوف يتعاملون مع الحياة والتحديات النفسية والمادية والاجتماعية؟
مؤسف أن نرى أصحاب الأفكار المنحرفة يتصدرون المشاهد ويسوقون لأفكارهم الهشّة والتي تُبنى على قواعد الأصل فيها هو الفساد، فهؤلاء تمكنوا من نشر الخُبث والتمرُّد بعد الوصول إلى الذات وتجريدها من الفطرة وإعلاء شأنها واستحقاقها لكل رغباتها دون رادع، الوصول إلى الأنا العليا والسيطرة عليها إمّا بـ تعزيزها أو ازدرائها يعتبر مفتاح التحكم لضمان تبعية المُتلقي الجاهل، وهذا سلوك من سوّلت له نفسه للدخول الى عالم الشهرة وتحقيق الأرباح دون اكتراث للمبادئ والقيم.
كل هذا وأكثر، جعلنا نخوض معركة فكرية تؤثر على نفسية وسلوك ووعي الإنسان الذي أصبح يرى الانحراف بجميع مستوياته جزء من السلوك الطبيعي والممارس علناً ولا بأس في ذلك، بينما في الجهة الأخرى من الوعي، فإن الاستقامة شُوِّهت-أيضاً- وسعى كل منحرف إلى الطعن فيها واستصغار سلوك أصحابها واتهامهم بالرجعية، لماذا؟ لأن الاستقامة مبنية على مبادئ وضوابط تحمي الإنسان من الانفلات والانحلال الذي ينادي به أهل الضلال.
أن تكون مستقيماً يعني أن تكون شاذاً من منظور المنحرفين الذين يعتقدون بأن الانفتاح يعتمد على ثقافة التّقبل دون قيود. وهذا بحد ذاته يعتبر مفهوما منتشرا بين المراهقين خاصة، لذلك فإن إدراك الاختلاف بين المفاهيم والتوجيه السليم في كيفية استخدامها تعتبر خطوة مبدئية في علم التربية.
ثانياً، التذكير بالأُسس والمبادئ الإنسانية السليمة والهادفة تُحيي ضمير كل عاقل وتعينه على البحث عن المعرفة والعلم النافع. ثالثاً، المتابعة والإشراف وتقييم الفكر والسلوك، وأخيراً، إشباع الفضول المعرفي وعدم تغييب الحقائق بعد التحقق من سلامة الأسس التربوية في الأفراد. وهذا لا يكون إلا بالوعي وبناء العلاقة الصحيحة بين الفرد والمُربي والارتقاء بالحوار والنقد البناء الذي يبني الفكر ويطور من طرق التفكير.
@FofKEDL