البنك الإسلامي للتنمية
وأضاف: "يُسعدنا أن نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس البنك في الرياضِ، هذه المدينةِ التي بدأت فيها رحلة مجموعة البنك الإسلامي للتنمية قبل 50 عاماً حيث يحمل هذا الاختيار رمزيةً عميقة، فهو بمثابة عودةٍ إلى جذورنا ولحظة تأملٍ عميق فيما حققناه من إنجازات وما اكتسبناه من خبرات، وهو دافع قوي لإعادة تقييم مسيرتِنا وتجديد حماسِنا ونحن نخطط للعقود المقبلة، فمنذ تأسيسه عام 1974، انطلق البنك الإسلامي للتنمية في رحلةٍ مُلهمةٍ، تحول خلالها من مؤسسةٍ ناشئة إلى صرحٍ عالميٍ رائد يحظى بأعلى تصنيف ائتماني (AAA) ويضم 57 بلداً عضواً، ومن مؤسسةٍ واحدة إلى مجموعةِ متكاملة تضم خمسَ مؤسسات".وأوضح أن البنك ترك بصمات لا تُمحى على المشهد الإنمائيّ في العالم الإسلامي، مُسخِّراً طاقاتِه وخبراتِه على مدار العقود الخمسة الماضية، لدعم مسيرة بلداننا الأعضاء نحو التنمية المستدامة والازدهار، مبيناً أنه وخلال الخمسين عاماً الماضية، اضطلعنا بدورٍ حافزٍ حقيقيّ للتقدم، وذلك بتمويل مشاريع تنموية تتجاوز قيمتها الإجمالية 182 مليار دولار، إذ شملت هذه المشاريع مجالات حيوية متنوعة، بدءاً من البنى التحتية الأساسية والزراعة وصولاً إلى القطاعات الإستراتيجية المختلفة كالصحة، والتعليم، والطاقة، والتجارة، والمالية الإسلامية، مشيراً إلى أن تدخلاتنا مكّنت من تحسين حياة الملايين من الناس، ولا سيما الفئات الأكثر هشاشة.
منتدى القطاع الخاص
وبين أن الاجتماعات السنوية هذا العام شهدت اجتماعاتِ مجالس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية وأكثرَ من 27 فعاليةً جانبية مهمة، تنوعت بين ندوات وجلسات حوارية شارك فيها نخبةٌ من قادةِ الفكر والخبراء والباحثين في مختلف مجالات التنمية، كما حظيت الاجتماعاتُ بحضور واسع تجاوز 3,750 مشاركاً، منهم مُمثلون عن 55 منظمةً دوليةً وإقليميةً شريكة، من بينهم 23 رئيساً لمؤسسات رائدة.وعن فعاليات منتدى القطاع الخاص، أوضح الجاسر، أن الفعالية شهدت حضورَ مجموعةٍ كبيرة من الخبراء والمتخصصين والمسؤولين، وعددٍ من رواد الأعمال، بما يتجاوز 1500 مشارك يمثلون أكثر من 60 بلداً، وتخللت المنتدى 17 فعالية، وتوقيع أكثر من 60 اتفاقية بقيمة إجمالية تناهز 6.5 مليارات دولار، وقد وفّرت جميع هذه الفعاليات فرصةً مثالية لتبادل الأفكار والخبرات، كما شهدت عرضاً غنياً لقصص نجاحٍ مُلهمة ودروساً مستفادة وأفكاراً مبتكرة تهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، مشيراً إلى أن الموضوعات التي بُحِثت طوال هذا الأسبوع ستُسهم في صياغة خارطة طريق لعمل البنك الإسلامي للتنمية في السنوات المقبلة، وتعزز من الشراكات الإستراتيجية ودفع عجلة التنمية إلى الأمام.
إعلان الخمسينية في الرياض
وأفاد الجاسر أن مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية أصدر "إعلان الخمسينية في الرياض"، الذي ثمَّن دورَ وإنجازات البنك، وجدَّد التأكيد على مبادئه وأهدافه النبيلة التي أُنشئ من أجلها، مع التركيز على مجموعة من عوامل التمكين خلال المرحلة المستقبلية، وهي: تعزيز الحوكمة، وزيادة التمويل الميسر والمِنح، وتوطيد الريادة في مجالي التمويل الإسلامي والتعاون فيما بين بلدان الجنوب.وأشار إلى أن "ندوة الرؤية المستقبلية" أبرز الفعاليات الحوارية الرفيعة المستوى التي شهدتها اجتماعاتنا هذا العام، وشارك فيها متحدثون رفيعو المستوى، منهم على وجه الخصوص صاحبُ السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزيرُ الطاقة، وعددٌ من محافظي البلدان الأعضاء ورؤساءُ عددٍ من المؤسسات المالية الدولية. وأبان معالي رئيس البنك الإسلامي أن الفعالية تناولت موضوعاتٍ ذات أهمية وتأثير كبيرين في أجندة التنمية العالمية، وهي: مستقبل أمن الطاقة والتنمية المستدامة، وأسواق الصكوك وسُبل تطويرها، والدور المستقبلي لبنوك التنمية المتعددة الأطراف وآفاق التعاون فيما بينها، عادًّا الاجتماعات السنوية مناسبةً سانحةً للتوقيع على عدد كبير من اتفاقيات التمويل والتعاون.
إرث حافل بالإنجازات
وأعلن الجاسر عن توقيع 85 اتفاقية تمويل بين مؤسسات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية و38 بلداً عضواً و22 مؤسسة مالية دولية بمبلغ إجماليّ يتجاوز 8 مليارات دولار، وهي اتفاقيات تخصّ العمليات والمشاريع في مختلف القطاعات.واختتم رئيس البنك الإسلامي للتنمية تصريحه بالقول : إنّ الشعارَ الذي تم اختياره لاجتماعاتِنا السنوية هذا العام "اعتزازٌ بماضينا واستشرافٌ لمستقبلنا.. أصالةٌ وتضامنٌ وازدهارٌ" ليس مجردَ شعارٍ يُرفع، بل هو نهجٌ راسخٌ يُوجّه مسيرةَ البنك الإسلامي للتنمية، مضيفاً أننا قد استلهمنا من إرثنا الحافل بالإنجازات، وتعلّمنا من الدروس المستفادة عبر الخمسين عاماً الماضية، وحَرِصنا على توحيد جهودِنا في ظلّ التحديات الحالية، واغتنمنا الفرصَ الواعدةَ للمضي قدماً نحو مستقبل مُشرق.