الجزء الممتع في جبل شدا جهاته الغربية والجنوبية والشمالية، المفتوحة على امتداد سهول تهامة. لكن الجهة الشرقية يقابلها سلسلة جبال الحجاز والسراة القريبة، فتحد من مجال النّظر وفلسفته.
تتسلق نحو قمة جبل شدا وكأنك محمول على مصعد كهربائي ينقلك عبر 680 طابق، الفراغ المحيط بالجبل يجعل تضاريس جسمه مطلات طبيعية باذخة المشاهد التأملية، الجبل دار تأمل لتغذية الروح بتساؤلات يعززها التعجب. كل موقع بحالة مختلفة من المشاهد. يصبح الفرد في دوّامة الإبهار، والإلهام، معها يجد الإنسان نفسه يردد: سبحان الله.. لا إله الا الله، هكذا لكل أجناس البشر، كل على ديانته، تغشاهم الدهشة، وملامح غسل النفس.
لكل فرد قراءة لصفحات المشاهد الطبيعية. كل حسب عمره، ودرجة تعليمه، ومركزه الاجتماعي والاقتصادي. لا فرق.. يسبحون باستنتاجات في بحر مشاهد لا يرونها الا في جبل شدا. تحتل امتداد فراغ يعلو سهول تهامة. حتى الفراغ حول جبل شدا له قراءات جاذبة توحي وتقول.
وظيفة جبل شدا الأساسية تطفو كموطن للعبادة والتأمل، موطن للتخلص من أعباء الدنيا وهموها، تخرج من دائرتها إلى دوائر جديدة تنقل إلى رغد راحة النفس والفكر.
وجدت جبل شدا موطنا لسياحة التأمل، تنقل لعالم يستحث النفس لتسرح في ملكوت الفضاء نحو السماء. لتعود وقد تشبعت.. وشبعت من ثمار طقوسه التأملية، تعالج.. تشذب.. تشجع العطاء للذات. سياحة تأملية تنقل إلى عالم التساؤلات المحفزة نحو التمسك بالحياة، وفق قواعد لعبتها البسيطة.
وجدت في جبل شدا مركزين يحققان مفهوم هذه السياحة التأملية بحذافيرها. مركز شيده "ناصر الشدوي"، وآخر شيده "محمد الشدوي"، المركزان يقعان في جبل شدا الأسفل. تم توظيف الكهوف الصخرية أداة لزرع بهجة النفس بتساؤلاتها وتعجباتها، تجاويف منحوتة ذات طاقة إيجابية تعزز التعلق بالمكان، موقعهما جزء من متعة سياحة ترميم النفس وصقلها بالتأمل، يطلان من ارتفاع 1670 متر على فراغ سهول تهامة المحاذية لشاطئ البحر الأحمر. تزداد مساحة التأمل ليلا لكن يتم قطف ثمارها نهارا.
"ناصر" و "محمد"، استثمرا الجهد، والمال، والخيال، والشغف. أسسا مفهوما جديدا للسياحة في منطقة الباحة. إنها "سياحة التأمل"، وهذه وظيفة جبل شدا السرمدية. حولوا فلسفة مشاهد جبل شدا إلى إنجاز باذخ العطاء لمعنى السياحة التأملية، خبرة.. أصبحت ذات قيمة، هل يتم تعميمها على كامل جسم الجبل، وفق خارطة لخطة شاملة.. مدعومة.. تستثمر وتسهل وتعزز؟
@DrAlghamdiMH