احتجاجات جامعة كاليفورنيا
وقال أحد الطلاب أمام كاميرات التلفزيون بينما كانت الشرطة تسحبه بعيدا: "أنا طالب هنا. أنا متخصص في اللغة الإنجليزية... من فضلكم لا تخذلونا. لا تخذلونا".وقبل تحركها حثت الشرطة المتظاهرين في إعلانات متكررة عبر مكبرات الصوت على إخلاء منطقة الاحتجاج التي احتلت ساحة مركزية بحجم ملعب لكرة القدم.
وبعد تجمعهم في محيط الحرم الجامعي لعدة ساعات اقتحم أفراد الشرطة في نهاية المطاف المنطقة في صفوف ممسكين بهراوات بينما وقف المحتجون، وبعضهم يرتدون خوذا بيضاء، مشبكين أذرعهم في محاولة لمنع تقدم أفراد الشرطة.
قمع الاحتجاجات
وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة أفراد الشرطة وهم يزيلون الخيام والمخيم الرئيسي بينما يجلس على الأرض محتجون محتجزون بعد تقييد أيديهم خلف ظهورهم.ويحتشد الطلاب أو ينصبون خياما في عشرات الجامعات الأمريكية منذ أيام، للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإلغاء جامعاتهم لتعاقداتها مع الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية. واستدعت إدارات كثير من الجامعات، ومنها جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، الشرطة لقمع الاحتجاجات.
اشتباكات في الحرم الجامعي
في جامعة كاليفورنيا-لوس انجليس، سُمع صوت عشرات الانفجارات المدوية أثناء اشتباك بسبب قنابل صوتية أطلقتها الشرطة أثناء اقتحامها مخيم المحتجين في ساعات الصباح الأولى.وسعى المحتجون الذين كان بعضهم يحتمي بدروع ارتجالية ومظلات إلى منع تقدم رجال الشرطة بكثرة عددهم بينما هتفوا قائلين "صدوهم" وسلطوا أضواء ساطعة على عيون أفراد الشرطة.
واستسلم آخرون على الجانب الآخر من المخيم بسرعة وشوهدوا يسيرون مبتعدين وأيديهم فوق رؤوسهم تحت حراسة الشرطة.
متظاهرون بالكوفية الفلسطيني
وقدرت محطة التلفزيون المحلية كيه.إيه.بي.سي-تي.في أن ما بين 300 إلى 500 محتج كانوا قابعين داخل المخيم ويتشح كثيرون منهم بالكوفية الفلسطينية بينما تجمع نحو ألفي محتج آخرين خارج الحواجز لدعمهم.وتقلصت هذه الأعداد اليوم الخميس مع مغادرة المحتجين مكان الاعتصام واعتقال بعضهم.
وشوهد محتجون يعتمرون قبعات صلبة ونظارات واقية وأقنعة تنفس تحسبا للحصار غداة إعلان الجامعة أن المخيم غير قانوني.
ومع شروق الشمس، كانت الساحة مليئة بما تبقى من المخيم، من خيام وبطانيات وأوعية طعام وأعلام فلسطينية وخوذ مقلوبة. ووقف صف من أفراد الشرطة المسلحين بهراوات على حافة الساحة بينما رددت مجموعة صغيرة ممن تبقى من المحتجين هتافات في مواجهة الشرطة من مكان قريب.
دعم حقوق الإنسان
وطالب المحتجون الرئيس جو بايدن الذي يدعم إسرائيل ببذل جهد أكبر لوقف سفك الدم وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية.وجابه الاحتجاجات في جامعة كاليفورنيا وغيرها من الجامعات محتجون مناهضون اتهموها بإثارة الكراهية ضد اليهود.
ويقول المؤيدون للفلسطينيين، ومن بينهم بعض اليهود المعارضين للأعمال الإسرائيلية في غزة، إنهم يوصفون ظلما بأنهم معادون للسامية بسبب انتقادهم الحكومة الإسرائيلية والتعبير عن دعمهم لحقوق الإنسان.
وتكتسب القضية أبعادا سياسية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر مع اتهام جمهوريين بعض مديري الجامعات بغض الطرف عن معاداة السامية.