المهم! المتر والنصف المعنون لهذا المقال، هو قطر المسافة الشخصية التي يحتاجها الإنسان لمن يعدهم غرباء عنه، أو ممن لم يتجاوزا بوابة عبورها؛ وهذه المسافة الحساسة يلتزم فيها البعض، وآخرون لا يعترفون بها اطلاقاً!
من حسنات كورونا نظام المسافات الذي تقيد الجميع أثناءه بالالتزام بإشارات المسافة الموضوعة على الأرض من مبدأ الخوف من العدوى، فكانت الوسوسة في أوجها وقتها، وكانت كلمة ابتعد ممنوعة التثنية.
لو عدنا إلى الوراء قبلها قليلاً، لوجدنا أن المسافة الشخصية في طابور الدفع مثلاً تكاد معدومة، خصوصاً إن كانت لنفس الجنس، كأن الالتصاق وإلغاء المسافة الشخصية يعد أمراً غير مهم بسبب أن من يسبقني من نفس جنسي، فماذا يمنع! أليس للإنسان حدوده الشخصية التي لا يجب ألا يلغيها أحد إلا من قُدمت له دعوة الإلغاء، لأن دخوله في هذا المحيط هو إعلان باختلافه عن غيره.
والمزعج حقيقةً هو أنك مهما حاولت أن تبعد نفسك لتحقق المسافة الشخصية، يقترب منك الجاهل أكثر، ومهما حاولت اخباره عن انزعاجك، يرد عليك بأنك انسان مريض، أو هل تعتقد بأنك وجبةً لأؤكلك! لا لست وجبة! بل انت متعد!
استغرب كثيراً ممن يلغي المسافة ايضاً في علاقاته، فما بالكم بمن ينادي الغرباء بياء الملكية التي تلي القلب، الروح، والحب! استفسار يرتسم هنا! إن كانت كل البشرية حولك هم قلبك، وروحك، وغيرها من صفات التملك الغزلية، فبماذا تنادي من هو بالفعل مستحق لها؟
قد يقال عنهم لطفاء، مجاملين، وودودين؛ ولكن اسماءنا ايضاً لطفية، فلماذا تلغى أو تُستبق بصفات أخرى لم ترتق لنفس مكانة الصفة!
صفات التملك حاول ألا تفقد قيمتها بترديدك لها، حتى تخرج منك لمستحقها بصدق المعنى، وتُعرف بأنها ذات قيمة.
@2khwater