وبين الرغبة والقدرة في تهذيب الذات، تحوم الفتن بأنواعها حول الإنسان إما لتأخذ منه أو تأخذه إليها، ويبدأ الصراع بين المحافظة والتخلي عن تلك المعتقدات والأفكار التي نشأ عليها الإنسان في حياته.
فنجد أنصار الانحلال المغلف بمفهوم الحرية يسعون دائما إلى إطلاق عنان الرغبات دون الاكتراث بالمبادئ والقيم التي تبني الإنسان ليعمر في الأرض وينهض بها وعليها.
والاحترام هو القيمة والفضيلة التي يستقيم بها السلوك، لأن التقدير يضيف لصاحبه قوة و إجلال، واختلاف البشر وخلافهم على بعض المفاهيم كـ «الخصوصية» وسلوك الاستقامة واحترام الذات أصبح فلسفة المفكرين والمُكفرين، وتشعّب ليكون محتوى لكل من يبحث عن إثارة الجدل حتى لو قدّم شرفه لغرض الانتصار الوهمي ولفت الانتباه أو الانتقام، وعندما تجتمع الحماقة والطمع والمرض والفساد في أحدهم ليُمثّل أحد هذه المفاهيم، فإن القيم تُخسف ومفهوم الفضيلة يلتبس على الجهلاء.
والخصوصية - على سبيل المثال - قيمة يغفل الجاهل عنها ولا يحق لغير الحق أن يسترها أو يكشفها، ولكن يبدو أن الشر في بعض النفوس غالب، لنعيش في هذا الزمن مشاهد وتفاصيل جرائم الانحلال دون رادع، والمنصات بين المحتوى المبتذل والمتعفف والوصاية التي حُرِّف مفهومها ساعدت أصحاب الفكر الضال على بث سمومهم ليزداد عدد ضحايا الجهل والحماقة، والوعي في هذه المشاهد يواجه معارك قانونية وتربوية للتذكير بضرورة الحفاظ على القيم والمبادئ التي انتهكت من قبل ضعاف النفوس ومُحبي الفتن.
وأخيراً، فإن الدخول إلى العالم الافتراضي لغرض الوصول إلى المبتغى المادي يعني أنك عمّمت جزءا من خصوصيتك على الآخرين، لذلك، فإن لـ «احترام الخصوصية» قيمة يجب على الإنسان تقديرها والحفاظ عليها.
@FofKEDL