وسيسلط المؤتمر الضوء على المشاريع والحوافز التي توفرھا المملكة لجذب الاستثمار بقطاع الطيران السعودي، الذي يشھد ازدھارًا وتطورًا لافتًا خلال السنوات القليلة الماضية، عبر المطارات وشركات الطيران والخدمات الأرضية والشحن الجوي والخدمات اللوجستية.
فرص استثمارية
وتبلغ قيمة الفرص الاستثمارية التي توفرھا مطارات المملكة أكثر من 50 مليار دولار، من أصل 100 مليار دولار قيمة الاستثمارات في قطاع الطيران، فيما تبلغ قيمة أوامر شراء الطائرات الجديدة قرابة 40 مليار دولار، بينما تتوزع الـ 10 مليارات دولار المتبقية على مشاريع أخرى، من بينھا 5 مليارات دولار قيمة الاستثمارات التي توفرھا المناطق اللوجستية الخاصة الواقعة بالمطارات الرئيسية الثلاثة في الرياض وجدة والدمام.
وسيبحث المؤتمر الذي ستشارك فيه أكثر من 100 دولة وأكثر من 5 آلاف من خبراء صناعة الطيران في العالم وقادة شركات الطيران العالمية، ومسؤولي سلطات الطيران في مختلف الدول، والمصنعين والمديرين التنفيذيين للمطارات في الدول المشاركة، عدة محاور أبرزھا: التنقل الجوي المتقدم، وسلامة وأمن الطيران المدني، ووقود الطيران منخفض الكربون، ورقمنة صناعة الطيران والذكاء الاصطناعي، والشحن والخدمات اللوجستية، والشراكات العالمية والابتكار.
مضاعفة أعداد المسافرين
قال وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الھيئة العامة للطيران المدني المھندس صالح بن ناصر الجاسر، الذي يشارك في افتتاح أعمال المؤتمر: "إن المملكة تقدم فرصًا استثمارية لا مثيل لھا في مجال الطيران على المستوى العالمي، حيث تعمل الإستراتيجية الوطنية للطيران على مضاعفة أعداد المسافرين، وربط المملكة بأكثر من 250 وجھة حول العالم، وشحن 4.5 ملايين طن من البضائع سنويًا، بحلول عام 2030".
وأبان المھندس الجاسر أن المؤتمر سيوفّر فرصًا استثمارية ضخمة، مستفيدًا من الموقع الإستراتيجي المميز للمملكة بين قارات العالم الثلاث؛ ما يعزز جاذبيتھا لتكون منصة لوجستية عالمية؛ ُمحققة بذلك أحد مستھدفات إستراتيجية قطاع الطيران المدني المنبثقة عن الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية ليصبح مؤتمرًا عالميًا متكاملًا وفريدًا من نوعه.
جذب الاستثمارات
قال وزير الاستثمار المھندس خالد بن عبدالعزيز الفالح: "بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بتوجيه ودعم قيادتنا الرشيدة - أيدھا الله -، وبتكاتف جھود أبنائھا، أصبحت المملكة، اليوم، وفي إطار رؤية المملكة 2030، من أھم مراكز الاستثمار الجديد في العالم؛ وھي تستھدف جذب استثمارات قيمتھا ثلاثة تريليونات وثلاثمئة مليار دولار بحلول عام 2030م"، مشيراً إلى أن قطاع الطيران المدني يُعد أحد القطاعات الاستثمارية الرئيسة، فضلاً عن كونه عامل تمكين أساس في خطة التحول والتنويع الاقتصادي الواسعة النطاق في المملكة، لافتاً إلى أنه في ھذا الإطار، سيُتيح مؤتمر مستقبل الطيران فرصاً متميزةً للمستثمرين ليكونوا جزءاً من ھذا التحول.
وأضاف الفالح: أن المملكة دشنت مشروعات تنموية واستثمارية عدُة، في جميع المجالات، ومنھا تدشين المنطقة اللوجستية المتكاملة الخاصة في الرياض، التي تُمثّل دليلاً على تحقق أحد أھم أھداف رؤية المملكة 2030، المتمثّل في خلق شراكة متينة وعملية وفاعلة بين مختلف قطاعات الحكومة، وبين مؤسسات القطاعين العام والخاص على حد سواء، لتسھم، مجتمعة، في تعزيز نمو الاقتصاد في المستقبل.
فرص متنوعة
وأكد الوزير أن البيئة الاستثمارية في المملكة تزخر بالكثير من الفرص المتنوعة الواعدة، وتتسم بالتنافس العادل والنزيه، وبالكثير من المزايا الإستراتيجية، والممكنات والحوافز والخدمات، التي تجعلھا قادرةً على منافسة البيئات الاستثمارية في مناطق العالم المختلفة، مبيناً أن المملكة اعتمدت تشجيع الابتكار، وتطوير رأس المال البشري، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، كونهم عناصر أساس لدعم وتسريع خطط الدولة الرامية إلى التنويع الاقتصادي، مضيفاً أن المملكة، بسبب ھذه التوجھات، باتت تمتلك جميع المكونات الأساس للاستثمار، وأصبحت أرضاً خصبة للمستثمرين والشركات من داخل المملكة ومن كل أنحاء العالم.
وسيشھد المؤتمر مشاركات لعدد من المستثمرين، واجتماعات وحلقات نقاش حول المشاريع الكبرى التي تقام في المملكة حالياً، بما في ذلك مطار الملك سلمان الدولي، ومناقشة الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مطارات أبھا والطائف وحائل والقصيم، كما يشھد أيضاً استعراضاً لفرص استثمارية في مجالات الشحن والخدمات اللوجستية والنقل الجوي المتقدم والطيران العام، إضافة إلى إطلاع موردي قطاع الطيران على خطط التوسع لشركة طيران الرياض، وشركات الطيران الإقليمية الرائدة بما فيھا الخطوط السعودية وطيران ناس وطيران أديل.
سيحضر المؤتمر مسؤولون تنفيذيون بشركات عالمية كبرى، مثل بوينج وإيرباص ومؤسسة الطائرات التجارية الصينية المحدودة كوماك وشركة إمبراير، إضافة إلى مشاركة كبار المستثمرين وممثلي شركات الطيران والمطارات والشحن والخدمات اللوجستية وشركات خدمات الطيران.
يذكر أن مؤتمر "مستقبل الطيران" الدولي قد شھد في نسخته الثانية مشاركة (60) دولة، وتوقيع (52) اتفاقية ومذكرة تفاھم، و (116) اجتماعاً ثنائياً، وإطلاق عدد من السياسات والإستراتيجيات المھمة لقطاع الطيران المدني، إضافة إلى توقيع عدد كبير من الشراكات بين القطاعات الحكومية والقطاعات الخاص.