خلق النبي
وأكد إن القدوة الأولى في ذلك هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بقبس من سيرته النبوية، إذ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها، إن النبي كان لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة رضي الله عنها فيحسن الثناء عليها، فذكرها يومًا فأدركتني الغيرة، فقلتك هل كانت إلا عجوزًا؟ فأبدلك الله خيرًا منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أخلف الله خيرًا منها وقد آمنت بي وكفرني الناس وصدقتني وكذبني الناس وواستني من مالها إذ حرمني الناس.. قالت عائشة رضي الله عنها فقلت بيني وبين نفسي لا أذكرها بسوء أبدًا.فيديو | خطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد: السعي لرد جميل معروف الوالدين يكون ببرهما والإحسان لهما#الإخبارية pic.twitter.com/bb8uAw5W8K— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) May 10, 2024
وكان النبي إذا ذبح شاة يقول أرسلوا لأصدقاء خديجة.
وأيضًا من حفظه صلى الله عليه وسلم للجميل قوله عن أبي بكر: ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه، ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافأه الله بها يوم القيامة، ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا.
كما حفظ للانصار جميلهم حين نصروه وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل دعوته، فقال: لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار ولو سلك الناس ودايًا أو سيبًا لسلكت وادي الأنصار وشيبهان وقال: أوصيكم بالأنصار قد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم.
كما حفظ جميل الصحابة كلهم، فقال: لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
وأوضح إمام المسجد الحرام أن رد الجميل ينبغي أن يكون بأدب وكرامة من غير منة ولا إهانة، مؤكدًا أن الكريم أسير صاحب الجميل.
وقال: إذا صنعت جميلًا فاستره، وإذا صنع لك جميل فانشره، ومن الحكم: انحتوا المعروف على الصخر واكتبوا الآلام على الرمل فإن رياح المعروف تذهبها.