أولاً، القيمة الذاتية هي مستوى وقوة الوجود أو الحضور سواء كان ظاهرياً أو داخلياً والتي تحددها مجموعة من الصفات الشخصية الثابتة في كل إنسان كـ العزة والكرامة والكبرياء، وقد يضيف لها الإنسان بعض الصفات التي تعززها وذلك على حسب طبيعة شخصيته سواء كانت عاطفية أو منطقية. على سبيل المثال، قد تأخذ العواطف الحيز الأكبر من قيمة البعض.
بينما يرى البعض الآخر قيمته في العلم والمعرفة، لماذا؟ وكيف ذلك؟ لأنه يملك قدرات عقلية ومهارات فكرية تجعله يرى ذاته في تلك العلوم التي تشغل تفكيره وتحقق غايته. فهو يجتهد في العلم من أجل إشباع رغبته الذاتية ليصل إلى مرحلة الرضا وترتفع قيمته الذاتية، وكلا الجانبين العاطفي والعقلي محمود، لأنها مهارات معنوية ونافعة واستخرجت لنا العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء وغيرهم .
تتكون ثقة الإنسان عندما ينجح في اكتشاف مهاراته وقدراته والتركيز على تنميتها دون الانشغال بالاخرين. فالثقة الداخلية تنعكس على القيمة، فكلما زادت الثقة كلما زادت القيمة والعكس كذلك، وبغض النظر عن العوامل الاخرى أو الاستثناءات، فإن البعض في هذا الزمن فشل في اكتشاف ذاته أو لربما عجز عن ذلك، ولكي يحقق ذاته ويفرض وجوده، ستراه يتعلق بالمادة ويجعل قيمته مادية بدلاً من أن تكون صحية ومعنوية.
حسابي البنكي فيه مليون ريال، إذن أنا قيمتي مليون ريال وتخيل أيها القارئ مستوى الذل والانحطاط في تقدير الذات. ومع الأسف، الكثير يبحث عن القيم المادية ليتعلق بها ويوهم الآخرين بأن المظاهر عبارة عن اطلاق احكام تلتصق بصاحبها أينما وجد. بين الأصيل والمزيف نرى رفعة القيم وسقوطها، أصالة الإنسان تنبع من قيمته وعزته وكبريائه .
وأخيراً، فإننا نعيش بين بعض القيم البشرية التي ترخص نفسها من أجل التغطية على النقص الذاتي وقلة الثقة الذاتية، وما علينا إلا أن نعمل على استخراج المهارات الذاتية التي تعزز الثقة لترتبط قيمنا الذاتية بالأصالة.
@FofKEDL