سيجد صعوبة لو حاول العثور على أسماء مخلوقات بحرية ، مفترسة أو غيرها اقتر اسمها بفرد أو أسرة
أو اُسرة أو قبيلة مع أن بعض الكائنات البحرية كالتمساح وقنديل البحر السام وسمك القرش ضارية وشجاعة وتستق أن يتسمى باسمها من أراد ملامسة الفخر والقوة والهيبة .
وقليل من الفحص والتقصّي سيوردنا إلى حقيقة طريفة ، وربما غامضة وهي أن عدد غير قليل من الأسر اختارت « تصغير « لقبها بدلا من التمسك بالأصل لذاك المخلوق البري أو الطائر ، وفكروا معي لتجدوا أسماء كثيرة جرى تصغيرها .
ربما أن تلك الفئة من أهلنا لم تتعامل مع البحر وجهلت ما تضمهُ أعماقه وشواطئه من مخلوقات ذات مهابة وجلال .
نعم تدق أسماعنا أخبار عن رجل اختار لمولوده اسم «ذئب» مثلا، لكن قد نعجز عن العثور على من قرر أن يُسمّي مولودهُ « قِرْش « مثلا، أو تمساح !!
لم يوجد اختصار لفلسفة العرب بإطلاق أسماء قاسية مستشنَعة على أبنائها، أفضل من الذي تقدّم به اللغوي الشهير بن دريد، وهو أبو بكر محمد بن الحسن « 223-321ه»، فالحياة العربية التي كانت الحرب والمعارك جزءاً رئيساً من مكوّناتها التي طبعت شخصيتها فأصبحت معها الفروسية قيمة اجتماعية يتباهى بها الكل على الكل، لن يكون السلاح وحده هو الذي يقارع به الأعداء، فهناك سلاحٌ آخر لمجابهة الخطر وإيقاع الرعب والرهبة بقلب الخصم، وهو سلاح اسم الرجل، الذي كلما كان مستشنَعاً، أمكن أن يرهب عدوّه أو خصمه.
وينقل بن دريد في كتابه «الاشتقاق» تعليلاً يكشف فلسفة العرب بإطلاق الاسم القاسي أو المستشنع على أبنائها، فيورد بالنقل: «قيل للعتبي: ما بالُ العرب سمَّت أبناءها بالأسماء المستشنَعة، فقال: لأنها سمّت أبناءها، لأعدائها.
@A_Althukair