هنا علينا أن نثمن دور الجامعات لتؤدي دورا حيويًا في تعزيز الاستدامة، ولأهمية هذا الحراك يجب أن يتم من طرفهم، إضافة الاستدامة لتصبح العمود الرابع ليضاف إلى الأعمدة الثلاثة التقليدية للجامعة وهي التعليم، البحث، والمجتمع، حتى يمكنهم ويصبح لهم دور أساسيا ومساهمة فاعلة في تطبيق ١٧ مؤشرا للاستدامة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي أوكلتها بدورها لوكالات ومؤسسات تصنيف الجامعات الدولية مثل كيو إس، والتايمز وكذلك جرين ماتركس، والتي بدورها حددت معايير تقيس من خلالها موقف الجامعات من مدى تنفيذ استراتيجية عمل تطبق من خلاله خطط عمل للتوصيات الناتجة من قياس أداء التحسين البيئي واستدامته. من جانب التعليم والتدريب والتوعية، الجامعات لديها القدرة على استخدام موقعهم هذا لتعليم الطلاب حول الاستدامة ومفاهيمها وأهميتها، وذلك بتطبيقه في مقررات المناهج الدراسية للتخصصات المختلفة لمرحلتي الدبلوم والبكالوريوس، والعمل على إيجاد برامج متخصصة بمواضيع الاستدامة في مراحل الماجستير والدكتوراه كذلك. من هنا يتنامى الوعي والثقافة وتجهيز الطلاب بالمهارات اللازمة؛ مما يمكنهم لمواجهة التحديات البيئية. ناهيك بأن الجامعات لديها التنظيمات الإدارية والموارد البشرية من متخصصين وباحثين وعمادات ومراكز للبحث العلمي والابتكار، مما يعظم مساهمتهم في تطوير تقنيات وأساليب جديدة لدعم الاستدامة في المجتمع، لتشمل أعمالهم البحوث في مجالات مبتكرة مثل الطاقة المتجددة، إدارة الموارد الطبيعية، والتقنيات وغيرها في المجالات الصحية والهندسية والبيئية. وأن تعمل متقدمة أفراد المجتمع لتعزيز هذه المبادرات، وهذه الشراكات لتشمل خطط مشاريع مشتركة، وورش عمل تعليمية، وحملات توعية، وذلك من خلال نماذج يحتذى بها في ممارسات الاستدامة من تطبيق استراتيجيات صديقة للبيئة في عملياتها اليومية.
خلاصة القول، مبادرة السعودية الخضراء هي الالتزام بتحقيق التنمية للحفاظ على بيئة مستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية، وهي الخطوة الأهم نحو التحول إلى مجتمع مزدهر ومبتكر. الجامعات لديها القدرة الكبيرة للمساهمة ليس فقط في تعليم وتأهيل القادة والمتخصصين والمهنيّين، ولكن أيضًا في القيام بدور نشط في إحداث تغيير ملموس وإيجابي ومؤثّر.
@Ahmedkuwait