من خلال تجربتي الشخصية في مشروع تكنولوجي خاص واجهت تحدي تقييم سلوك مجموعة من الموظفين الذين تتوزع مهامهم بين الإدارة والبرمجة والتسويق وتقديم الخدمات المساعدة، استنتجت أن الاعتماد فقط على التكنولوجيا، مثل تحليل البيانات ومراقبة الأداء بالذكاء الاصطناعي وتسجيل ساعات العمل بالبصمة والمراقبة بالكاميرا ليس كافياً، بل يجب الجمع بين الجانب التقني والجانب الإنساني، من خلال بناء علاقات تفاعلية واستخدام مهارات الاتصال والتفاعل الشخصي لفهم الجوانب النفسية والثقافية التي تؤثر على سلوك الأفراد، وعندما جمعت البيانات والمعلومات وجدت التحليل الشامل الذي يجمع بين التكنولوجيا والبعد الإنساني هو الأكثر فعالية، وبفضل هذا النهج المتكامل تمكنت من تقديم توجيهات دقيقة ومفصلية للفريق، مما أسهم في تحسين الأداء العام وتعزيز الروح الجماعية، ومن خلال هذه التجربة أدركت أن تقويم السلوك البشري وتقيمه في عصر التكنولوجيا يتطلب توازنًا متقنًا بين العناصر التقنية والإنسانية للوصول إلى نتائج ملموسة ومثمرة.
في الختام، أعتقد أن السلوك البشري في عصر الرقمنة يجد نفسه مواجهًا لتحديات متعددة تتنوع بين الجوانب التقنية والنفسية ، فضلاً عن تحديات التكنولوجيا مثل فقدان الخصوصية والإدمان الرقمي، مما قد يتسبب في ولادة أمراض نفسية حديثة مثل اضطراب القلق الاجتماعي والاكتئاب الرقمي وهذه الأمراض تندرج ضمن الاضطرابات النفسية الناشئة نتيجة التفاعل المفرط مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية، وأن هذه الأمراض النفسية الحديثة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطورات التكنولوجية، وتؤثر سلبًا على سلوك الأفراد وجودتهم الحياتية وتكاملهم الإنساني والمهني، لذا يجب علينا التركيز على دراسة وفهم هذه الأمراض بشكل شامل، وتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة تتناسب مع العصر الرقمي، من خلال تبني نهج متكامل يمكننا من تحقيق توازن مستدام بين التكنولوجيا والصحة النفسية في مجتمعنا المعاصر، وإن كان من نصيحة للجميع، فأعتقد أن الحرص على الاستماع لاحتياجاتك النفسية والابتعاد بين الحين والآخر عن التكنولوجيا لتحقيق التوازن الصحي في حياتك سيكون ايجابيا على صعيد التأثيرات النفسية والأنماط السلوكية..
@malarab1