فأجاب: اعتنيت بالابن الأكبر فاعتنى بالبقية.
وهذا أمر مهم فلابد من الحرص على أن لا يكون الابن الأكبر حقلاُ للتجارب التربوية، بل يستعان بالله ويهتم بتربيته وتعليمه بما يجعله قدوة لمن بعده ومؤثراً فيهم.
وحتى في العمل المؤسسي يحسن بالقائد أن يعتني بمن يتوسم فيه الخير وصفات القيادة حتى يساعده مع البقية، فبعض المديرين اليوم مع شديد الأسف كأن لديه خطة ممنهجة في تحطيم المميز والأقدم، ولا يراعي لأصحاب الخبرات خبراتهم، حتى المساعد يسحب صلاحياته ويجعله بلا دور حقيقي وفعّال، فلا يجب أن يكون هناك قوي حتى لا ينافسه ويتفوق عليه، وبالتالي يبقى أثره ضعيفاً ويتقاعد ولا يجد من يسلم عليه.
بل في كل مشروع يجب العناية بالبدايات والأوائل، فكلما كانت البداية محرقة كانت النهاية مشرقة.
عندما أقرأ سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أجد عناية مميزة برجل كان له أثر عظيم في كل مجال من المجالات، ودخل بسببه الكثير في الإسلام، بل وعندما أراد البعض التفرقة والتدمير بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اتخذ موقفاً حازماً خلده التاريخ، وكان له أثره في حفظ الإسلام وانتشاره، تذكر كتب السيرة عن أبي بكر الصديق رضي عنه أنه بعد أن أسلم لم يتأخر بل نشط في هداية الناس لما هداه الله إليه، وكان رجلًا مألفًا محببًا سهلًا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه؛ لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله التيمي، فكان هؤلاء الذين سبقوا الناس هم الرعيل الأول وطليعة الإسلام مع خديجة وأبي بكر وعلي وزيد بن حارثة، وكل رجل بأمة وفي موازين حسنات أبي بكر رضي الله عنه.
لقد بيّن لهم أبو بكر رضي الله عنه الإسلام، وأتى بهم إلى النبي ﷺ فأسلموا جميعاً، بالإضافة إلى جهوده العظيمة في الدعم المالي وعتق الرقاب والدفاع عن الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.
إذن نحتاج إلى الاهتمام بالأول في كل شيء حتى ننجح فيما بعده.
@shlash2020