لغتنا العربية تأتي بالمرتبة الرابعة بين أكثر اللغات انتشارًا حول العالم، يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، وتشكّل العربية أهمية بالغة للمسلمين، يستخدمها حوالي 1.5 مليار في أداء شعائرهم الدينية.
للغة العربية دور رائد في نقل العلوم إلى القارة الأوروبية والعالم، وهذا مدعاة فخر للعرب، لكن المؤلم أن تكون العربية من أقل اللغات استخدامًا في التكنولوجيا، بل إنها متأخّرة عن الركب بمسافات ضوئية، فنلاحظ أن المساعدات الصوتية كأليكسا وسيري لا تفهم غير بعض الكلمات العربية؛ لذا فإن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في ظل ثورة السرعة التقنية والتطور الرقمي من شأنه حمايتها والحفاظ على أصالتها.
تروق لي الشعوب التي تعتز وتتمسّك بلغتها كالصين، اليابان وفرنسا.. التعددية اللغوية والتنوّع الثقافي لمخاطبة العالم أمر غاية في الأهمية، لكن لا بد من التمكّن من لغتنا الأم قبل ذلك، فهي قوة الأمم، وتوضح عمقها الحضاري والثقافي، ويكفينا فخرًا أنها لغة القرآن الكريم.
اعتزازنا بالعربية ليس مجرد شعارات نرددها، بل من خلال الاستمرار بممارستها، واستخدامها، وتعليمها لأبنائنا، ونشرها دون إقحام لغات أخرى في جُملنا، فلا يدل ذلك على التطور أو الثقافة، بل على تشتت الهوية.
«وسعت كتاب الله لفظًا وغاية..
وما ضقت عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة..
وتنسيق أسماءٍ لمخترعات».
@DrAL_Dossary18