الدولار الأمريكي يواجه رياحاً معاكسة وسط تزايد رهانات خفض الفائدة

استقر سعر الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، اليوم الاثنين، بعد التقلبات التي شهدها ف مستهل تداولات الأسبوع، التي جاءت في ظل استمرار تكهنات السوق حول توقيت تخفيض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وظهور علامات على تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة مع ضعف الاقتصاد الأمريكي، وفق ما ذكرت صحيفة ذا بيزنس تايمز السنغافورية.
في حين ارتفعت أسعار المستهلكين لشهر أبريل بأقل من المتوقع فقد أطلق العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي كلمات تحذيرية بشأن الموعد الذي قد تنخفض فيه أسعار الفائدة مما حد من انخفاض الدولار.

مؤشر الدولار

تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ستة عملات مماثلة 0.04 % إلى 104.44 بعد أن ارتفع في وقت سابق بنحو 0.3 %.
اقرأ أيضاً: تراجع الروبل الروسي أمام الدولار وارتفاعه أمام اليورو
حول ذلك قال كارل شاموتا كبير استراتيجيي السوق في شركة "كورباي" في تورنتو :"أصبح السوق حذرًا بشأن احتمالية خفض أسعار الفائدة على المدى القريب".
وأضاف شاموتا: "إننا نشهد علامات على تباطؤ الزخم في الاقتصاد الأمريكي وكل هذا يُترجم إلى ضغط تصاعدي أقل على الدولار في نفس الوقت الذي ترى فيه آفاقًا مشرقة في أماكن أخرى."

أسواق العقود الآجلة

قلصت أسواق العقود الآجلة توقعاتها لخفض أسعار الفائدة الأمريكية، متوقعة تخفيض بمقدار 45 نقطة أساس بحلول ديسمبر تراجعاً من حوالي 50 نقطة أساس قبل ذلك بأياموخفضًا قدره 21 نقطة أساس في سبتمبر انخفاضًا من حوالي 25 نقطة أساس.
وقال مات ويلر المحلل المالي:"ربما بالغت السوق في رد فعلها وقد يتسارع التضخم مرة أخرى".
تسارع معدل التضخم في الولايات المتحدة في الربع الأول وسط طلب محلي قوي بعد اعتداله خلال معظم فترات العام الماضي.
وكان التباطؤ في أبريل بمثابة فترة راحة بعد أن أظهرت البيانات قفزة في أسعار المنتجين في أبريل.

مخاوف التضخم

قال صناع السياسة النقدية إن التضخم الذي لا يزال مرتفعا يضمن إبقاء أسعار الفائدة عند المستويات الحالية وإن الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2 % الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي سيستغرق وقتا أطول مما كان يعتقد سابقاً.
اقرأ أيضاً: أسعار الذهب ترتفع مع تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة
وأذكت القفزة الكبيرة المفاجئة بنسبة 0.9 % في أسعار الواردات المخاوف من أن ارتفاع تكاليف الواردات لن يؤدي إلا إلى زيادة الضغوط التضخمية.

السياسة النقدية في أوروبا

على الرغم من أن المحللين يتوقعون خفض لأسعار الفائدة الأوروبية بدءًا من شهر يونيو فقد أظهرت البيانات الأخيرة بعض المفاجآت الصعودية.
نما الاقتصاد الألماني أكثر من المتوقع في الربع الأخير وارتفعت معنويات المستثمرين إلى أعلى مستوياتها منذ عامين.
وبلغت بيانات تضخم أسعار المستهلكين في منطقة اليورو 2.4 % على أساس سنوي في أبريل وذلك تمشيا مع استطلاع أجرته رويترز.

اليورو مقابل الدولار

وارتفع اليورو 0.06 % أمام الدولار إلى 1.0872 دولار. وقال نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي جيندوس إن صانعي السياسة في منطقة اليورو زادوا الثقة في أن التضخم سيتراجع إلى المستوى المستهدف العام المقبل 2025 بسبب تخفيف ضغوط الأسعار.

بيانات الصين

ساعدت البيانات الصينية المخيبة للآمال إلى حد كبير في إبقاء معنويات المخاطرة في السوق تحت السيطرة.
وتجاوز إنتاج المصانع التوقعات لكن مبيعات التجزئة تباطأت وهبطت أسعار المنازل بأسرع وتيرة لها في أكثر من تسع سنوات.
وارتفع الجنيه الإسترليني 0.31 % إلى 1.2705 دولار في حين زاد الدولار 0.17 % مقابل الين الياباني إلى 155.64 ينًا.