لكل مقام مقال، فما يصلح قوله هنا، قد لا يصلح هناك، و التبسط في مع الاصحاب المقربين، لا يتبسط به امام الغرباء، كما أن قت الجد للجد ، ووقت الهزل كذلك ، قال عليه الصلاة والسلام ( ثلاثٌ جِدُّهنَّ جدٌّ وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ والطَّلاقُ والرَّجعةُ).
إن بمعرفة هذه الأمور ، يزول عن الناس الحرج ، فيعرف بعضهم البعض، ولا يتعدى أحدهم على الاخر، و يعرف المرء منهم كيف يخاطب فردا من الناس وكيف يتعامل معه، ويتربى الصغير على الأدب ، وحسن اختيار العبارة، ومناسبة وقت الحديث ، وبخاصة في مجالس الكبار.
ولاشك ولا ريب في أن هناك خصوصيات، لا يمكن بمكان ما أن يتحدث عنها او أن يسوغ أحد لنفسه أن يفشيها ، فالعلاقة الزوجية على سبيل المثال، لها خصوصية عالية، وليست مجالا للحديث والتندر بها في المجالس العامة أو الخاصة ، قال عليه الصلاة والسلام (ان امن اشر الناس عند الله يوم القيامة ، الرجل يفضي الى امرأته، وتفضي اليه ثم ينشر سرها).
كما وأن أجمل ما يميز المرأة، حيائها، فتبسطها وخضوعها بالقول، يغري ضعاف النفوس للنيل منها، وقد أوصى المولى عز وجل، نساء النبي و الخطاب لهن ولنساء المؤمنين عامة ، حيث قال(يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ - مِّنَ ٱلنِّسَآءِ - إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ - مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)
ومسك الختام، الكلمة، كما قيل،إذا لم تخرج ملكتها، وإن خرجت ملكت.
يقول الشاعر:
الصمت زين والسكوت سلامة
فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
فلئن ندمت على سكوتك مرة
فلتندمن على الكلام مرارا
@azmani21