هي أيضا عنصر هام وحيوي وملهم وظفه عدد من الفنانين المحليين في أعمالهم المعاصرة. الأمر هنا لا يعتمد على أن تحاكي النخلة بقدر أن تحملها أو أحد مكوناتها من مكانها الطبيعي إلى موقع آخر، في العلا كان العمل الفائز أو الحائز على دعم مركز اثراء للفنان الشاب عبيد الصافي عن النخلة.. حمل جذوعا ليشكل منها عمله الفني ويربطه ببعض الدلالات الرمزية، في بينالي الدرعية كان عمل محمد الفرج هو الآخر من بيئة ومكان واهتمام الفنان عندما كون عمله مستوحيا جوه العام من فضاءات نخيل الأحساء مضيفا دلالاته الخاصة ومستفيدا من أجزاء محددة من النخلة لإنشاء عمله الأرضي، الفنان مهند شونو وفي مشاركته وتمثيله المملكة في بينالي فينيسيا بإيطاليا قبل قرابة العامين كانت النخلة مصدر إلهامه وعمله وغطى سعفها فكرته التي كانت لها دلالتها الرمزية.
لا ينفك عدد من الفنانين عن توظيف معطيات الطبيعة فقد نقل فنان إيطالي ساقا ضخما لأحد الأشجار إلى صحراء إكس في العلا ليقدمه ضمن الأعمال المتنوعة في توجهاتها ومصادرها، شاهدت تأثيرات النخلة في العلا أيضا ومن خلال معروضات بعض الفنانين الأجانب في موقع مبيتي عندما حاول أحد الفنانين المشاركين أن يستفيد من ساق النخلة ومعالجته او حتى تشكيله بالأسمنت، لا تنتهي الاستفادة من معطيات الطبيعة والنخيل على الخصوص لأنها بالنسبة للأجانب مكون ونبات نادر في اوطانهم كما أن لها خصوصيتها عن باقي الأشجار ولها جمالها وتأثيرها البصري الخاص، بالنسبة لنا هي شجرة مباركة ارتبطت بالأرض والمكان والأصالة وفي معظم بقاع الجزيرة العربية، فهي في الأحساء والقصيم والدرعية والمدينة المنورة وبيشة والعلا وحائل والقطيف وغيرها وقد رسمناها منذ أعمالنا المبكرة .
ولذا، سنراها في أعمال محمد السليم ومحمد الصندل ومحمد المنيف وتوفيق الحميدي وعبدالرحمن الحافظ ومنير الحجي و عبدالله حماس واستفاد من معطياتها عبير الخليفة في توظيفاتها بعض أجزاء النخلة خاصة الكرب، ورسم على سعفها أحمد المغلوث عندما كون موضوعاته الشعبية على السفرة المصنوعة من خوص النخيل وبالمثل عبدالوهاب عطيف في مواضيع محلية وشعبية وبالتأكيد العدد كبير ولكل طريقته في تناولها أو استلهام معطياتها.
[email protected]