الحج مظهر للأخوة الإسلامية قال الله تعالى في كتابه العزيز: «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه-: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، هذه النصوص وغيرها كثيرا ما تُؤكد على مكانة الحج في الإسلام وضرورة الحرص عليها وعلى تأديتها بالشكل الأكمل والأطيب، يمثل الحج فرصة فريدة للمسلم ليعيد النظر في قيمه ومبادئه، حيث يجد هناك مشهدًا روحانيًا عظيمًا، يجمع الغني والفقير، الأسود والأبيض، والمرأة والرجل، والرئيس والمرؤوس، كلهم متساوون كأسنان المشط في الزمان والمكان والمشقة واللباس، هذا الانصهار في بوتقة الإيمان يُعد من أعظم مظاهر التضامن والأخوة في الإسلام. التقيد بالنظام العام أثناء الحج تقوم المملكة العربية السعودية بقيادتها وكل أجهزتها في إدارة الحج بوضع مجموعة من الأنظمة والإجراءات لضمان سلامة الحجيج وراحتهم وتيسر مناسكهم، مما يتطلب من كل حاج التقيد بهذه الأنظمة واحترامها.
الالتزام بهذه القوانين ليس فقط دليلا على الانضباط، ولكن أيضًا هو تعبير عن الوعي بأهمية هذه الشعيرة وضرورة الحفاظ على قدسيتها، فروح التعاون بين الحجيج والجهات المعنية بالسعودية تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق حج ميسر ومنظم، هذا التعاون يسهل تجربة الحج على الجميع، ويضمن انسيابية الإجراءات، إن الحفاظ على نظام وتنظيم الحج لا يضمن فقط سلامة الحجيج، ولكن أيضًا يعزز من روحانيات هذه الفريضة. خلاصة القول: إن الحج ليس مجرد رحلة بدنية، بل هو رحلة روحانية عميقة تعيد للمسلم اتصاله بربه وبأمته الإسلامية. كما أن الالتزام بالنظام والتعاون لتحقيق حج مبرور خالٍ من المخالفات هو أقل ما يمكن تقديمه تكريمًا لهذه الشعيرة العظيمة. فلنجعل من الحج موسمًا لتجديد الإيمان والتزود بالطاعات، ونحرص على اتباع كل ما يرشدنا إليه ديننا الحنيف لنيل الأجر والثواب من الله تعالى.
@sayidelhusseini