أولاً نحمد الله على نعمة المملكة العربية السعودية؛ هذا الوطن العظيم الذي لا يتوقف عند نجاح معين، ولا يركن إلى مكتسبات الأمس واليوم، بل هو وطن يتطور وينمو ويبدع في مختلف المجالات وعلى كافة الاتجاهات، ومن هذه النجاحات التي يتم العمل عليها اليوم «رؤية 2030» هذه الرؤية الوطنية الطموحة، التي أطلقت مجموعة من البرامج والمبادرات والمشاريع النوعية؛ بما فيها برنامج تنمية القدرات البشرية؛ هذا البرنامج النوعي والطموح والحيوي.
بيئة العمل هي المحيط الذي يسهم في بناء المعارف والمهارات ويزيد من معدلات الشغف لدى الكوادر البشرية والطاقات الشابة، بل أنني أعتبرها المكوّن الأكثر تأثيراً على الإبداع والإنتاج والحيوية والطموح، فلا إبداع ولا شغف ولا طموح سيكون لدى الكوادر البشرية العاملة دون توافر بيئة عمل صحية ومحفّزة.
بيئة العمل الصحية المقصودة هنا لا تعني تطبيق إجراءات الصحة والسلامة.. بل المقصود بها البيئة التي تمنح الموظف فرصة للإبداع، والبيئة التي يقف صاحب القرار فيها على مسافة واحدة من الجميع، وهي البيئة التي يكون فيها طاقم العمل كاملاً على قلب واحد، ويعملون لهدف واحد، وإن شذ عنهم البعض يصلحون مساره؛ حتى يكون جزء مفيد لهذه البيئة بالغة الأهمية.
سأعود إلى تساؤلاتي التي وضعتها في مستهل هذا المقال؛ وأولها ما أهمية بيئة العمل لدى الموظف؟ وحتى أجيب عن هذا التساؤل بكل وضوح، فإن بيئة العمل المفضلة لدى الموظف لا يمكن قياسها بشكل منعزل عن طبيعة هذا الموظف واهتماماته وطموحاته، إلا أن البيئة الأكثر ملائمة عادةً هي البيئة التي تتسم بالوضوح، والتحفيز، والقدرة على تقدير رغبات الموظف المشروعة، الأمر الذي ينتج عنه إبداع لا يتوقف، وعطاء لا حدود له.
وجواباً على التساؤل الذي قلت فيه: كيف يمكن أن تنعكس بيئة العمل على أداء الموظف؟ فهذا الأمر بالغ الأهمية، فالموظف أياً كان مكانه أو مهامه المناطة به، وصلاحياته؛ هو مرتكز رئيسي ومهم لأداء المنظومة كاملةً، فمثلاً حينما تنمو مبيعات شركات التجزئة بشكل ملفت، هنا لا تبحث عن المواد التي يتم بيعها أو تصنيعها، بل ابحث عن الطاقات البشرية الداعمة لهذا النجاح، والذي لم يكن ليأتي لولا توفيق الله - عز وجل - أولاً ثم تفاني هذه الكوادر والطاقات البشرية في أداء المهام المناطة بها.
انعكاس بيئة العمل الصحية على المنظومة كاملةً يعني مزيد من النمو والنجاح والحيوية والقدرة على مواجهة كافة التحديات والظروف، فالكوادر البشرية والعقول هي المحرك الأكبر للنجاحات، ويدعم هذه النجاحات لا شك الإمكانات التقنية والفنية وغير ذلك.. لهذا فإن بيئة العمل الصحية تعني إبداع ونجاح وقدرة على التميز المستمر.
ختاماً.. بيئة العمل الصحية هي وجهة كل مبدع وناجح وطموح.. ومن هنا تبدأ رحلة النجاحات والقدرة على تعزيز المكتسبات وتطويرها.
@shujaa_albogmi