كل من يستمع إلى خطبة الجمعة يكون مهيئا نفسيا لقبول ما يتلقاه من نصائح سلوكية أو واجبات دينية وخاصة من حضر إلى الجامع، ومن جهة أخرى، فإن غير المسلم - خارج الجامع - في أقل الأحوال يستفهم ويتابع ما يقال في خطبة الجمعة.
ندرك نحن السعوديون، ما خص به الله بلادنا وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين وما يؤكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، إن أشرف ما تقوم به المملكة هو خدمة ضيوف الرحمن والسعي لذلك دوما، وما يتميز به مجتمعنا الآمن من تعدد تركيبات وجنسيات مختلفة تشاركنا في نمو بلادنا ونحن ننعم بالأمن والأمان والاستقرار، إلا أن تأثير آلاف الجوامع وعلى رأسها الحرمين الشريفين، بخطبة الجمعة على كثير من الحاضرين «المستمعين للخطبة « من غير الناطقين باللغة العربية، وخاصة الزوار والمعتمرين يكون «صفر»، في ظل غياب الترجمة الصحيحة باستثناء نوادر الجوامع وعلى استحياء «تقتصر بعد الصلاة على قلة من الباقين في الجامع» ويكون التأثير النفسي قد تلاشى وانتهى.
وهنا أقترح على الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين ووزارة الشؤون الإسلامية ووزيرها النشط الشيخ د.عبداللطيف آل الشيخ، أخذ تلك الملاحظة بعين الاعتبار، وفتح باب الإبداع أمام الجهات ذات الشأن بترجمة خطب الجوامع، خاصة وأن أكثرها تكون معدة مسبقا لتسهيل الترجمة عبر شاشات إلكترونية داخل وخارج المساجد، ولا يخفى عليهما تأثير ذلك وانعكاساته الإيجابية على شريحة ليست بالقليلة أوالهينة في مجتمعنا، من خلال إبراز ما تقوم به السعودية من عمل وجهد كبيرين لخدمة القضايا الإسلامية.