الارتقاء في الحديث هو ما ينقص هؤلاء والأسلوب الدبلوماسي في طرح الأسئلة أو الإجابة عليها يعتبر فنا وثقافة من الأفضل أن تمارس، لربما هذا النوع من الأسئلة «ذات الشأن الداخلي» كانت واردة في الماضي لأسباب كثيرة منها: التقارب الاجتماعي، وسهولة الزيارات دون تكلفة، والشفافية في معرفة الأحوال بسبب البيئة البسيطة والثقافة المتواضعة والتلاحم المعرفي. ولكن مع تغير أدوات الزمان والمكان والتطور الفكري والثقافي بين البشر، جعلنا نستوعب أهمية الخصوصية وحدودها، ولا نسمح للآخرين بتجاوزها.
الخصوصية تعتبر «قيمة» يحاول الفرد الاحتفاظ بها؛ ليبني نفسه من خلالها، ومن أبسط حقوقه أن يطالب الآخرين باحترامها، في المقابل فإن بعض الفضوليين لا يعرفون الحد الفاصل لهذه الخصوصية، فالجهل والحماقة في بعض الأحيان تصيبهم وتصيب غيرهم بالإحراج. وهذا يفسر تفكك بعض العلاقات بين البشر، فالفضول السلبي يدفع البعض إلى قطع أو تجاهل العلاقات مع الآخرين.
وفي التربية، فإنه ومن واجبنا أن نركز على مساحة الخصوصية بالنسبة لأطفالنا، ففضول الطفل المعرفي يدفعنا على تشجيعه وإشغال وقته في البحث عن المعرفة بطرق كثيرة ومتنوعة، وإن كان له فضول من نوع آخر فعلينا أن نستغله فيما يخصه؛ لكي لا يقع ضحية الفراغ المؤدي إلى ما لا يرغبه الآخرون في المستقبل.
وأخيرا، فالإنجاب والزواج وغيرها ما هي إلا أرزاق بيد الله تعالى، والإنسان يسعى لها بالكتمان لما فيه خير له ولمحيطه، فالبحث في الأمور الخاصة ونشرها بطرق مقصودة أو غير مقصودة يزعج البعض ولربما يصيبهم بأمور سلبية تؤثر على عطائهم الشخصي والعام، واختيار الكلمات المحفزة وانتقاء الاقتباسات التشجيعية وذكر إيجابيات الأفراد يعيننا ويعينهم على النهوض بأنفسنا وأنفسهم وبالأجيال القادمة - بإذن الله -.
FofKEDL@