عند تقرير الذهاب إلى الولايات المتحدة كان القرار بأن أزور بوسطن لحضور تخرج الابن ثم أذهب لمكان ما مع الأسرة كسياحة والخيارات كانت كثيرة، وقد قررنا أن تقتصر زيارتنا إلى مدينتي بوسطن ثم نيويورك ومن ثم العودة للوطن لقرب المدينتين النسبي لبعضهما البعض، ولترتيب حجوزات السفر كان خيار السفر عن طريق مطار البحرين باستخدام جسر الملك فهد، ومنها إما التوجه عن طريق الدوحة أو أبو ظبي للطيران مباشر للولايات المتحدة، أو السفر من البحرين إلى أحد العواصم الأوروبية ثم الى مدينة بوسطن، وقد اخترنا السفر عن طريق مطار هيثرو بالطيران البريطاني، وكان خيار مطار أبو ظبي لوجود مركز في المطار للجوازات تابع للولايات المتحدة ينهي إجراءات السفر قبل المغادرة كنوع من التسهيل، إلا أن تغير الرحلة للتحويل كان سيكون مزعجا وخاصة مع كثرة الأمتعة، أما عن الدوحة، فكانت الخيار الأخير، الرحلة بالمجمل كانت متعبة لطولها والتي أخذتنا نحو يوم للوصول لمدينة بوسطن بعد توقف في مطار لندن، إلا أن بوسطن استقبلتنا برشة مطر خفيفة أسعدتنا جدا.
بوسطن مدينة جميلة كلها أشجار وخارجها أشبه بالغابة وبها نهر جميل يتوسطها به عدد من الجسور، وهي مدينة قديمة كما شاهدناها بأشباه مدينة لندن البريطانية بمبانيها، معتزة بنفسها كمدينة جرت فيها أحداثا تاريخية لها علاقة بتأسيس الولايات المتحدة، ليس بها شيء كثير يزار كسياحة إلا أن لديهم برنامجا للزوار بباص يأخذك في أنحاء المدينة للتعريف عن بعض أماكنها، من أشهر ما لديهم هو الجامعات حيث إن بها أشهر جامعتين على مستوى العالم وهما «ام أي تي» المتخصصة بالتقنية وجامعة «هارفارد» المشهورة، طقسها ربيعي بارد إلا أنه متقلب، فلا تعلم ما ترتدي كل صباح فهو إما صيف أو شتاء، مطاعمها جيدة إلا أن أغلب مطاعم غذائها هو قائمة طعام فطورها، الأمر الذي كان مستغربا وجديدا. المدينة ليس بها سوق كبير وإنما شوارع معتدلة الاتساع، وبوتيكات ذكرتنا بأيام مضت من شارع الملك خالد بالخبر.
اغلب خدمات المدينة مما شاهدنا تدار من قبل وافدين قدموا للعمل والإقامة وطلب الجنسية، هذا الأمر بدا واضحا وجليا عند حضور حفل التخرج للابن فجزء كبير من الخريجين كانوا ليسوا من المهاجرين الأصليين من دول أوروبا، بعدها توجهنا إلى مدينة نيويورك وقد اخترنا السفر بباص مجهز للتمتع بالمشاهد الطبيعية من تلك الأشجار الكثيفة والمدن الصغيرة المتتابعة، فالمسافة لم يتعدى طولها السفر إلى الرياض من المنطقة الشرقية.
نيويورك مدينة عصرية بكل المقاييس، طقسها كان لطيفا مما مكننا من زيارة عدد من الأماكن فيها وقد كان اختيار سكننا مقابل حديقتها الضخمة بوسط المدينة، زرنا عددا من متاحفها ومنها بارجة بحرية ومتحف الفنون الأضخم على مستوى العالم، مطاعمها ضيقة ولكنها جيدة إلا أن ما يلفت للنظر وهو أيضا ما لاحظناه في مدينة بوسطن ارتفاع صوت المرتادين وهو أمر معتاد لهم، نيويورك مدينة كوكتيل بها جميع أجناس العالم وبها أحياء ثرية وأخرى ليس بها أمان كالبرونكس وهارليم، وقد شاهدنا بعضا مما كنا نسمع من المتسكعين بالشوارع دون مكان سكن ومن قلة نظافة المدينة.
وفي النهاية يجب ان نحمد الله - سبحانه وتعالى - على ما نحن فيه من نعم وأمن وأمان والله لا يغير علينا.
@SaudAlgosaibi