للإجابة عن هذا التساؤل، يتضح لنا إذا علمنا أن المخرج الحقيقي من هذه الدائرة لن يكون إلا بقدرة الإنسان على أن يعرف نفسه بصورة دقيقة، ويقف على مواطن الضعف الداخلي، ويعمل على تقويتها لتواجه أي اضطراب نفسي؛ وبذلك يستطيع تجاوز مواطن الضعف واستغلال مواطن القوة وتفعيلها بشكل متنام.
بعبارة أخرى نستطيع أن نقول أن تقبل الإنسان لنفسه بما فيها من جوانب إيجابية أو سلبية هو أحد المعايير الهامة في الوصول إلى ما يسمى بالتوافق النفسي، إن التوافق النفسي له أهمية في حل أغلب الضغوطات المستمرة، وذلك لأنه يعد أحد أهم أبعاد الصحة النفسية المسؤولة عن تحقيق الرضا والبهجة والسلوكيات الاجتماعية المقبولة، والقدرة وبفاعلية على مواجهة الحياة وتقلباتها.
من يحافظ على التوافق النفسي داخله هو شخص متوازن داخلي لا يشعر بالقلق، ولا يظهر لديه أي سلوك غير مناسب، بل بالعكس دائماً ما نجد الأشخاص المتوافقين مع ذواتهم هم قادرون على الحفاظ على مستواهم الذهني والانفعالي في أي بيئة وتحت أي ضغط، وفي مختلف الظروف، وبمفهوم المخالفة نرى أن من لا يستطيع أن يحقق أدنى درجات التوافق والسلام الداخلي مع ذاته هو دوماً ما نجده متوتراً وعصبياً، ونجد أغلب سلوكياته تتسم بالانفعال غير المبرر في كثير من الأحيان ومع أي بيئة، ولا يستطيع أن يحافظ على شعور الآخرين في أي خلاف يظهر معهم.
إن من لديه القدرة على أن يكون متوافقاً مع نفسه ومتصالح مع ذاته هو شخص يستطيع أن يستمتع بالسعادة والرضا ولديه القدرة لتحقيق ذاته وسموها، وأن يصنع لنفسه مستوى عال من الطموح بما يتفق مع إمكانياته وقدراته، والقدرة علّى التوازن المتجدد للاستمتاع بالحياة، لتقدم شخصية إيجابية متوافقة مع نفسها ومع من حولها وقادرة على تجنب كل ما يعصف بحياتهم.
وخلاصة القول نرى أن التوافق النفسي هو سلوك يجب أن نحفز فيه الاطمئنان والسكينة، في قوله تعالى : «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»
لنحرص على تعلم الأداتين اللازمتين له، وهما القرب والإكثار من ذكر الله.
@Ahmedkuwait