تُعد شهادة الصحة مستندًا رسميًا يُثبت خلو العاملين في مجال المطاعم والمقاهي وتصنيع الأغذية من الأمراض المعدية، ويؤكد جاهزيتهم للاشتغال في المهن المتعلقة بالصحة العامة. لكن، للأسف، لا يمتلك غالبية عاملو توصيل الطعام هذه الشهادة، مما يثير تساؤلات جدية حول سلامة الطعام الذي نطلبه.
فمن غير المعقول أن نُسلّم طعامنا إلى أشخاص قد يكونوا حاملين لأمراض معدية دون التأكد من سلامتهم، فقد تُنقل العدوى من خلال ملامسة الطعام، أو من خلال العطس أو السعال، مما يُعرّضنا لخطر الإصابة بأمراض خطيرة.
تُمثل هذه القضية تحديًا كبيرًا، فمن جهة نحتاج إلى ضمان سلامة الطعام الذي نتناوله، ومن جهة أخرى نحتاج إلى ضمان حقوق هؤلاء العاملين.
إنّ ضمان سلامة الطعام مسؤولية مشتركة بيننا وبين شركات توصيل الطعام، فمن حقنا أن نطالب بمعايير صحية عالية، وأن نضمن سلامة الطعام الذي نتناوله، وفي المقابل، على شركات التوصيل أن تضمن حصول جميع عمالها على شهادات الصحة اللازمة، وأن توفر لهم بيئة عمل آمنة وكريمة.
من خلال التوازن بين مصالح المستهلكين وحقوق العاملين، يمكننا أن نضمن سلامة الطعام الذي نتناوله دون المساس بكرامة ورفاه هؤلاء الأشخاص الذين يُقدمون خدمة حيوية في مجتمعاتنا.
alnajaei_1@