استعراض مبهر
وتميز الأوبريت بتركيزه على جماليات وإبهار الاستعراض الفني وفق أحدث تقنيات العرض المسرحي، حيث تم إدخال مقاطع فنية ومشاهد لأعمال درامية خليجية وأغان تراثية لا تزال حاضرة في الأذهان.وذلك باستخدام تقنية "الهيلوجرام"، ليظهر أمام المشاهدين عدد من نجوم ورواد الفن الخليجي الراحلين، ومنهم الفنان والمطرب علي بحر، والفنان عبدالحسين عبد الرضا، والفنان خالد سامي، والفنان عبدالعزيز الجاسم، إلى جانب الفنان القدير سعد الفرج، والفنانة انتصار الشراح، في مشاهد مؤثرة تحمل قيمًا إنسانية ومعان أوجدت حالة من التوحد بين الحضور والعرض الفني.
واستطاع الأوبريت أن يستثمر هذه التقنيات الحديثة وجعل الفنانين الراحلين يقدمون مقاطع من أعمالهم المحفورة في الذاكرة نصًا حواريًا فريدًا من نوعه عن أهمية دور الإعلام والإعلامي في التنوير، والكيفية التي يجب أن يطور بها الإعلامي والفنان أدواته، من خلال الثقافة والعلم والاطلاع والالتزام بالمهنية والصبر والمثابرة والتفاؤل وعدم الاستسلام للفشل والإحباط، في رسالة تحمل نصائح للأجيال الإعلامية الشابة تمهد لها الطريق لتحقيق أحلامها والوصول إلى ذرى النجاح والتألق.
فقرات فنية
وتضمن الاوبريت عددًا من الفقرات الفنية التي عبرت عن التراث الفني في كل دولة من مجلس التعاون وثقافتها وأغانيها التي تحتل مكانًا في الذاكرة الوطنية، وجرى تقديمها في مقاطع غنائية وموسيقى تعبر عن روح كل دولة، ليبدو المشهد معبرًا عن الهوية الخليجية في إطارها الجامع.وحملت كلمات الأوبريت التي صاغها الشاعر حمود المخيني اعتزازًا بالهوية الخليجية والتراث الفني الخليجي وتاريخه العريق، كما تمكن الملحن الفنان محمد الحسن من تقديم رؤية موسيقية بديعة جمعت بين الأصالة والمعاصرة، فيما كان صوت الفنانة روان العباسي التي قدمت الأغاني الرئيسية عذبًا وشجيًا استحوذ على أسماع وقلوب المشاهدين، وذلك تحت إدارة ورؤية المخرج المبدع أحمد الشيخ، وتنفيذ شركة ستوديو ماسترز.
واستغرق التحضير لهذا العمل الفني المبهر 30 يوماً ومشاهدة أكثر من 300 حلقة درامية ومادة إعلامية خليجية لاختيار المقاطع التي تم منها صياغة الجمل الحوارية للفنانين الراحلين.
وتشابكت جهود جميع المشاركين والمنظمين ليظهر بهذا المستوى المتميز عبر عناصر الديكور والصوت والإضاءة والملابس والمكساج في تناغم فريد، وازداد الحضور بهجةً بالمشاركة اللافتة لنحو 140 طفلاً من مدارس وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين، الذين قدموا استعراضات وفقرات شكلت جميعها قصة نجاح لعمل فني سيبقى خالدًا في الأذهان، من حيث جودة المنتج والمضمون والهدف والتعبير عن أصالة وعراقة الفن الخليجي.