استمعت إلى هذه العبارة كثيراً ولكنها سجلت في ذاكرتي بصوت وصورة أبن عمتي حامد الثقفي وهذا اسمه المختصر شافاه وعافاه الله تعالى. المرة الأولى التي رأيت فيها حامد كانت في أواخر السبعينيات الميلادية حيث كان مع أسرته في زيارة عائلية كبيرة لأسرتنا كانوا قادمين من الطائف. ومهما يكن هناك اختلافات بسيطة في اللهجة وفي المفردات واستخدامها بين السعوديين في هذا البلد المترامي الآمن، وفي هذه الزيارة التي لم تدم طويلاً استمعت لعبارة لك الله كثيرا حتى اعتقدت أنها متداولة في منطقة أقاربي القادمين للزيارة، وهي في الوقت مستخدمة ربما في كل مناطق المملكة لكن كانت عندي على الأقل ماركة مسجلة باسم ابن عمتي حامد.
في أول لقاء لي به كان في هذه الزيارة، وفيها رسمت أبعاد شخصية حامد فتى صغير له قامة متوسطة و وه مستدير وله ابتسامة مخلوطة بضحكة هي جزء من كلامه وجزء من حركة جسمه، ويديه حامد كان أكبر من سنه، وكان أكبر في حجم شخصيته من قياسها بعمره حينها قست كل ذلك من حواراته الجادة مع والده غفر الله له العم حميد وقسته أيضاً من مناكفاته الكلامية وتعليقاتها الضاحكة والساخرة مع أشقاءه ومع الآخرين.
والدي غفر الله له ولأموات المسلمين كان لديه مكانة خاصة جداً لابناء عماتي وكان يعتبرهم أولاداً له تبعاً للعرف الاجتماعي الذي يقول الخال والد، وكان حامد الاسم المميز والمقرب إلى قلوب الجميع وخاصة والدي، كنا والدي وأنا إذا تحدثنا عن الأسرة وعلاقات القرابة ولاقرباء وجاء ذكر اسم حامد كان أبي بطريقة آلية يعلق بعبارة « الله يا حامد» وكنت أرى حب وفرح من نوع آخر في عينيه وصوته ومزاجه العام.
بعد سنوات رأيت حامد رجل بنفس المواصفات الجميلة التي عرفته بها أول مرة وبعد سنوات أخرى رأيته سعيد وضاحك و راضي بما قسم له ربه من حياة وصحة و أولاد.. لنا ولك الله يا حامد.
@salemalyami