عندما ننظر إلى من حولنا بعين الرضا، لا نشاهد لهم أخطاء أبداً، أو أننا نتغافل عنها لأننا أصبحنا نركز على محاسنهم، بينما عندما نرمقهم بعين السخط، تجد أننا نصمهم بكافة انواع العيوب والمثالب، ولا نترك لهم شاردة ولا واردة، فننتقدهم في حديثهم وفي وأشكالهم وفي ما يرتدون وما يفضلون، وترانا نثور في وجوهم بمجرد أن يحاولوا ان يلاطفونا ويمازحونا، ونضخم أخطائهم مهما كانت صغيرة، ونحسب لهم كما يقال على الواحدة، وتلك هي عين السخط، التي تعمينا عن محاسن الآخرين ومزاياهم الرائعة، فكم من ابن خسر أباه لأنه نظر إليه بتلك العين، وكم من بنت خسرت والدتها لنفس السبب، وكم من أخ أو أخت خسر بعضهما الآخر لسوء فهم، وكم من صديق لا يعوض ذهب أننا صدمناه بكثرة اللوم والعتاب.
الإنسان مهما كمل، ستبقى له جوانب سلبية لأنه بشر، والكمال البشري ناقص، فحري بنا أن نركز على جوانب الآخرين الإيجابية، ونمرر لهم الأخرى لكي لا يخسر بعضا الآخر، ولنعترف حقيقة بأننا لسنا المحقين دوماً، وأننا مهما كنا نحمل من خبرة ودراية وعقل راجح، فقد نعلم شيئا وتغيب عنا أشياء كثيرة، وأن نظرتنا مهما كانت واسعة تبقى قاصرة، وأن هناك أمورا كثيرة في حياتنا، لا نحتاج الى أن ندخل فيها في نقاش لكي لا نخسر من نحبه ونعزه، وأن الجدال لا يأتي دوماً بخير.
قال الإمام الشافعي:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
ولست بهياب لمـن لا يهابنـي
ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
@azmani21