دروب الحج
وكان استخدامه في ذلك الوقت منتظماً وميسوراً بدرجة كبيرة، وزودت محطات الرئيسية والفرعية بالمنافع والمرافق المتعددة، من آبار وبرك وسدود، واستراحات ونُزِل؛ كما أقيمت عليه علامات ومواقد توضح مساره ليهتدي بها المسافرون. وعلى امتداد الطريق البالغ طوله أكثر من 1,500 كيلو متر شهد الناس منافع لهم في تجارتهم ونقلت ثقافات ومعارف، وأثرت في النسق الاجتماعية للتجمعات الواقعة على تلك الدرب، فكان جسراً للتواصل."واس" رصدت عدداً من الأطلال التاريخية والمواقع المهمة على هذا الدرب، بمنطقة الحدود الشمالية، والذي يعد جزءاً مهماً من تاريخ الحج، وتاريخ تضرب جذوره في عمق الأرض واسترجاع ذكريات يفوح من أطلالها عبق الماضي، وتحتفظ بتاريخ قديم عن ملامح وعادات الحجاج، وأوضحت الدراسات الأثرية أن المنشآت المعمارية على طريق الكوفة - مكة تمثل نمطاً معمارياً فريداً للعمارة الإسلامية لتميزها بدقة التصميم وجودة التنفيذ، ومن هذه الأطلال أو المواقع بمنطقة الحدود الشمالية، محطة الظفيري، والقاع، والجميمة، والثليمة، وزبالا، وأم العصافير، والرضم، والشيحيات، والعشار.