يدور الذكاء الاصطناعي حول البرامج التي تستخدم مجموعة بيانات ضخمة للتدريب والتعرف على الأنماط بسرعة كبيرة حتى تبدو وكأنها تنتج المعرفة من لا شيء.
اقرأ أيضاً: تقرير: 82% من الاقتصاديين يؤكدون قوة الاقتصاد العالمي في 2024
ووفقاً لخطة الحزب الشيوعي الصيني فبحلول عام 2020، كان من المفترض أن تكون الصين قد "حققت تقدما إبداعيا في نماذج وأساليب الذكاء الاصطناعي والأجهزة الأساسية والمعدات المتطورة، والبرمجيات التأسيسية.
لكن إصدار شات جي بي تي من شركة "أوبن إيه آي" في خريف عام 2022 أصاب بكين بالارتباك.
تحدي هيمنة أمريكا
ووفق ذلك فليس هناك ما يضمن أن الريادة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي سوف تستمر إلى الأبد وذلك في ظل انضمام عمالقة التكنولوجيا في الصين إلى المعركة وتمكنهم من تطويع التكنولوجيا لصالحهم بما يتناسب وأسلوب تقييد المعلومات في الصين.
محدودية التطور في الصين
قد تؤدي متطلبات الرقابة إلى إبطاء تطور الذكاء الاصطناعي في الصين وقد تحد من تسويق النماذج المحلية لكن ذلك لن يمنع بكين من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي حيثما تراه مناسبا.
ويرى الرئيس الصيني شي جين بينج أن التكنولوجيا هي المفتاح لإخراج بلاده من محنتها الاقتصادية.
وحتى إذا لم تتمكن الصين من التغلب على الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي فلا تزال هناك قوة كبيرة، وخطر محتمل في احتلالها المركز الثاني بعد أمريكا.
اقرأ ايضاً: هل الصناعة الصينية تهدد الاقصاد العالمي؟
حول ذلك قالت ريفا جوجون المديرة والخبيرة في الفريق الاستشاري التابع لشركة "روديوم جروب" : "هناك الكثير الذي يمكن فعله بهذه التكنولوجيا فبكين لا تشجع التفاعلات المباشرة أمام المستهلك لكن رغم ذلك يوجد ابتكار حقيقي يحدث في الصين ونحن لا نرى فجوة كبيرة بين النماذج التي تمكنت الشركات الصينية من طرحها مع تلك الأمريكية".
استخدامات الذكاء الاصطناعي
وفي وثائقه الداخلية، يقول الحزب الشيوعي الصيني إنه سيستخدم الذكاء الاصطناعي لتشكيل الواقع وإحكام قبضته على السلطة داخل حدوده - من أجل المراقبة و سوف يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتحقيق اختراقات في الهندسة الصناعية والتكنولوجيا الحيوية وغير ذلك من المجالات التي يعتبرها الحزب الشيوعي الصيني منتجة.
وشهدت بعض حالات الاستخدام نجحا بالفعل لذلك، حتى لو تخلفت عن التكنولوجيا الأمريكية ببضع سنوات فلا يزال من الممكن أن يكون لها تأثير جيوسياسي قوي.
تصدير التكنولوجيا الصينية
وهناك العديد من القادة ذوي التفكير المماثل الذين يريدون أيضًا استخدام أدوات المستقبل لتعزيز سلطتهم في الحاضر. وستكون بكين سعيدة للغاية بتسهيل ذلك لهم حيث إن رؤية الصين لمستقبل الذكاء الاصطناعي هي رؤية مغلقة المصدر وخاضعة لرقابة مشددة ومتاحة للتصدير في جميع أنحاء العالم.
دفع الاستهلاك المحلي الصيني
ولم تحقق محاولات الحزب الشيوعي الصيني لدفع النمو من خلال الاستهلاك المحلي النتيجة المرجوة بعد كما أصبح سوق العقارات مشوها كما وتراجع النمو ويخيم شبح الانكماش على الأجواء.
لكن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد ترفيه بل هو جزء من مستقبل الحوسبة ولا يستطيع الحزب الشيوعي الصيني أن ينكر مدى انتشار ما تمكن برنامج الدردشة الآلي التابع لشركة أوبن إيه آي من تحقيقه أو قوته في المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.
منتجات الذكاء الصينية
أنتجت شركة التجارة الإلكترونية"بايدو" برنامج الدردشة الآلي "إيرني بوت" الذي تم طرحه للجمهور في أغسطس والذي يضم 200 مليون مستخدم و85000 عميل من المؤسسات.
ولوضع ذلك في إطار المنافسة، حققت أوبن إيه آي 1.86 مليار زيارة في شهر مارس وحده.
هناك أيضًا برنامج "كيمي شات بوت" من "موون شوت إيه آي" التي تعد شركة ناشئة تدعمها شركة “علي بابا" والتي أطلقت برنامجها في أكتوبر الماضي.
لكن كلاً من إرني بوت وكيمي طغى عليهما مؤخرًا برنامج "ديوباو" من شركة "بايت دانس" الذي أطلقته في أغسطس. ووفقًا لشبكة بلومبيرج فهو الآن الروبوت الأكثر تحميلا في الصين وومن الواضح أن السبب يعود إلى تكلفته مقارنة بمنافسيه.
